التعــب المزمــــن ظاهرة مرضية توجب الكشف عما وراءها

+ -

يعتبر الشعور المزمن بالتعب والإجهاد من الأعراض التي تسبب لصاحبها العديد من المشاكل الصحية، ما يؤثر على قدرته على مواصلة العمل أو الدراسة. وقد يكون ذلك الإجهاد بدنيا أو نفسيا أو جامعا لكليهما معا، وتلك أقصى حالات الإرهاق التي قد تدخل صاحبها في متاهات صحية لا حصر لها. يعد التشتت الذهني وتقلب المزاج وكذا اضطراب النوم من أعراض التعب المزمن الذي قد يكون بسيطا لا يدركه الإنسان بسهولة، أو يدركه ويتغلب عليه، حيث لا يظهر عليه تماما، أو يكون متوسطا تظهر علاماته على الإنسان ويؤثر بالتالي على نوعية حياته وقدرته على إنجاز الأعمال التي يقوم بها، أو يبلغ أقصاه ليدرج ضمن خانة التعب الشديد الذي يصبح الإنسان بموجبه غير قادر على القيام بمهامه على الإطلاق.وعن أسباب التعب المزمن، أكد لنا الدكتور بطّاهر رشيد، اختصاصي الأمراض الباطنية، أنها متعددة يتصدرها الإقبال على العمل أو الدراسة بشدة دون تمكين الجسم والعقل من فترات راحة كافية، ليشير إلى أنه قد تكون طبيعة العمل في حد ذاته أحد أهم أسباب التعب المزمن، موضحا أن أصحاب الأعمال الشاقة سواء ذهنيا أو جسديا هم الأكثر تعرضا لهذا الإعياء، ناهيك عن أسباب أخرى باتت تشكل يوميات الجزائري حسب الدكتور بطّاهر، مثل قضاء ساعات كاملة بالسيارة وسط زحمة الطرقات وما يرافقها من ضوضاء. كما قد يكون وقع المشاكل اليومية وما يتعرض له الشخص من أحداث سببا في إصابته بتعب مزمن لا يجد له تفسيرا، يقول محدثنا، مشيرا إلى أن الأحداث الكبرى مثل وفاة شخص قريب أو طلاق أو فقدان وظيفة، قد تكون من مسببات التعب النفسي المزمن.ويظهر أن هناك بعض الأمراض تتسبب بدورها في شعور صاحبها بالتعب والإرهاق المزمن مثل أمراض الكبد والقصور الكلوي والسكري، وكذا داء فقر الدم وسوء التغذية، حيث يشعر المصاب بها بحالة من الضعف البدني وعدم القدرة على القيام بنشاطاته اليومية، وعليه يتوجب مراجعة الطبيب عند الشعور بحالات تعب مزمن للتأكد من عدم الإصابة بأحد الأمراض المشار إليها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات