"تفاقم حالات التعب المزمن في الصيف بسبب الحرارة"

+ -

تمثل العطلة السنوية فترة نقاهة بالنسبة للكثير بسبب ضغوطات العمل التي تعرضوا لها خلال السنة، لتزيد فترة الحر التي تتزامن على العموم مع فترة العطل من تفاقم حالة التعب والإرهاق للكثيرين، وهي الأعراض التي حدثنا عنها الدكتور سيد احمد موزاوي، طبيب عام وصاحب عيادة خاصة، ذاكرا لنا أسبابها ومبينا كيفية التخلص منها في الحديث التالي.عادة ما يرتبط الشعور بالتعب والخمول بفصل الصيف، بم تفسرون ذلك؟ يرجع تفاقم حالات التعب خلال فصل الصيف إلى عدة أسباب أولها طول النهار وقصر الليل، ما يتسبب في قلة النوم عند الشخص، الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى تعب وإرهاق شديدين يلازمان صاحبهما، ناهيك عن الحرارة التي تميز الفصل وكذا حدوث اضطرابات في الأكل لدى الشخص خلال هذه الفترة، حيث إن المعروف عن فصل الصيف أنه غالبا ما يصاحبه فقدان للشهية خلافا لفصل الشتاء، وذلك لسببين أولهما تأخر موعد العشاء ما يخلق اضطرابات بالقولون ينجم عنها نقص في الشهية، والثاني متعلق بتميّز فصل الشتاء بتحضير مختلف الأطباق التقليدية التي تصاحب تلك الفترة الباردة، وهي أطباق لا تتماشى مع الحرّ الذي يتميز بالوجبات الخفيفة وسريعة التحضير والممثلة في كل ما هو مقلي وغير صحي بطبيعة الحال، ما يخلق عدم توازن في الجسم خاصة أن الملاحظ عند غالبية الجزائريين أنهم يستغنون عن فطور الصباح رغم أنه يشكل 40 بالمائة من طاقة الجسم لـ24 ساعة، حيث يمتنع الأطفال عن شرب الحليب بسبب انشغالهم بالسكريات، في حين يكتفي البالغون بفنجان قهوة فقط، وهو ما يتسبب في افتقار الشخص للطاقة، لتزيد حرارة الجو التي تميّز فصل الصيف من وقع الشعور بالتعب والخمول نظرا لأن بعض ميكانيزمات الجسم المتعلقة بالنشاط تتوقف بسبب الحر الشديد مع تبخّر المواد الأساسية الممثلة في البوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم بسبب التعرق الشديد خلال هذه الفترة من السنة وكذا التبول.هل لمجهودات سنة كاملة من العمل والدراسة تأثير على ما يصيب الشخص من تعب خلال فترة راحته الصيفية؟ طبعا هناك علاقة وطيدة بين الاثنين، فكل منا يبذل طوال أشهر السنة مجهودا كبيرا ومردودية عالية، وبمجرد أن يسترجع أنفاسه خلال عطلته السنوية تظهر عليه أعراض التعب الذي يزيد عامل الحرارة من شدته، وهنا أشير إلى أشخاص قصدوني للعلاج من تعب تراكم لديهم طيلة 4 أو 5 سنوات لم يستفيدوا خلالها من عطلتهم السنوية وتسبب لديهم في تعب عصبي، وعليه أؤكد على ضرورة أخذ القسط الكافي من الراحة السنوية، مع قضائها على أحسن ما يرام بتغيير المكان والتقرب من الطبيعة لإراحة الجسم والأعصاب واستعادة طاقة الجسم، أقول هذا لأن هناك من يقضي عطلته السنوية في القيام بإجراءات إدارية، حيث يستغل الفرصة لإخراج بعض الوثائق وتسديد فواتير وهو ما يزيد من تعبه البدني والنفسي.كيف يمكن إذن اتقاء هذا التعب وعلاجه واستعادة طاقة الجسم؟ بإعادة جدولة نظام الحياة اليومية للشخص بالنهوض في وقت معتدل لا يتجاوز التاسعة صباحا وعدم المغالاة في الاستيقاظ في وقت متأخر، لأن ذلك يضر بالصحة، حيث إن 7 إلى 8 ساعات نوم هي الأحسن، وهنا أشير إلى أن الإنسان يمتلك هرمونات طبيعية تفرز منشطا طبيعيا بين السابعة والتاسعة صباحا، يجب الاستفادة منها لأنها تعطي قوة ونشوة، وهي هرمونات تتناقص مع تقدم الساعات لتتلاشى تماما في المساء. كما يجب أن يكون هناك فرق زمني بين فطور الصباح ووجبة الغداء بمعدل 4 ساعات على الأقل، وأنصح كذلك باعتماد الأكل السليم والأغذية الطبيعية من فواكه وخضر سواء كانت مسلوقة أو نيّئة، مع التقليل قدر المستطاع من السكريات، والاستفادة من العطلة الصيفية لحاجة أجسامنا لذلك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات