38serv

+ -

 يرى خبراء أمنيون أن وضع إسرائيل للجزائر في قائمة “أشد أعدائها”، مرتبط بأسباب تاريخية قبل أن تكون متعلقة بقدرات الجيش الجزائري وتطور ترسانته العسكرية. وأوضح هؤلاء لـ«الخبر”، أن “إسرائيل تستجدي بعض وسائل الإعلام لإعطائها معلومات عن الجزائر، بغرض تأليب الرأي العام الدولي ضدها، على أساس أنها تشكل خطرا عليها رغم بعد المسافة”.قال الخبير الأمني والضابط المتقاعد عبد العزيز مجاهد، إن “الجزائر بالنسبة لإسرائيل تصنف من أعدائها الدائمين، أولا لأن بلادنا تعترف بحق الشعب الفلسطيني الذي ترفضه وتحاربه إسرائيل، وأيضا لأن الدولة الجزائرية أضحت لديها قاعدة أن ما يقبله الشعب الفلسطيني، يقبله الجزائريون بلا تردد، فتحولت هذه القاعدة مع الوقت إلى مبدأ بالنسبة للجزائر”. وأوضح مجاهد أن “الثورة الفلسطينية قامت بفضل الجزائر وبمساعدة منها ومن جميع الجوانب، فنجحت الجزائر في فرض القضية الفلسطينية على العرب قبل العالم، فكنا أول من استقبل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وأول من جلب لمنظمة التحرير الفلسطينية منصب ملاحظ في الأمم المتحدة، وأهم من هذا أيضا نجاحنا في فرض إعلان الصهيونية توجها عنصريا”. وأفاد مجاهد بأن “إسرائيل تعلم أن مواقف الجزائر قارة وثابتة، خصوصا وأن كل العرب تقريبا لهم علاقات مع إسرائيل، إلا الجزائر، إذن مع توفر كل هذه الأسباب من الطبيعي أن تعتبر إسرائيل الجزائر عدوا، وتسعى إلى تأليب الرأي العام العالمي واللوبيات ضدها”. لكن من المستفيد؟ سؤال لـ«الخبر” يجيب عليه محدثنا قائلا: “المستفيد هم أعداء الجزائر، لهذا تسعى إسرائيل عن طريق الإعلام التأثير في الرأي العام العالمي ضد الجزائر”. وتابع مجاهد: “وهذا رغم تباعد المسافات، فالجزائر أيدت القضية الفلسطينية رغم بعد المسافة، أما تركيز إسرائيل الاهتمام على الجزائر، كونها مازالت ترفض فكرة التطبيع مع الكيان الصهيوني، فمصر لها سفارة إسرائيلية، وتونس تربطها بالإسرائيليين علاقات دينية، والعراق تعاني وسوريا هي الأخرى، فلم يبق سوى الجزائر”.بدوره، ذكر الخبير الأمني والضابط المتقاعد الطاهر فريوي بأن “تخوف إسرائيل من الجزائر راجع لسبب تاريخي. فمنذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، فرضت الجزائر تعاملا متشددا ضد إسرائيل”.وأضاف فريوي: “من الطبيعي أن تراقب إسرائيل كثيرا الجزائر، خصوصا وأن هذه الأخيرة ركّزت في السنوات الأخيرة على تجهيز وتطوير جيشها، كما أن إسرائيل تتخوف أيضا من احتمال صعود الإسلاميين إلى الحكم في الجزائر، وهذا تضعه ضمن اهتماماتها”. لكن المسافات بعيدة بين الجزائر وإسرائيل؟ يجيب محدثنا: “نعم فهي تخشى المجهول البعيد عنها مثل الجزائر وباكستان، والاهتمام بهذين البلدين بالنسبة لإسرائيل هو ضرورة قصوى، ومخابراتها تعمل ليلا ونهارا لمعرفة ما يجري في الحلقات الضيقة داخل النظامين”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات