+ -

تعيش شارف خضرة عقدها التاسع، ولم تكل أو تمل من العمل، تعلق قلبها بالأرض أكثر من تعلقها بأولادها وبناتها فصارت نموذجا للصمود والتحدي ورمزا للمرأة الفلاحة المزارعة المربية للماشية في زمن اعتزل فيه الرجال هذه المهنة.فتحت شارف خضرة عينيها منذ نعومة أظافرها على النشاط الفلاحي من الاهتمام بزراعة القمح والشعير وتربية المواشي بمسقط رأسها ببلدية تاويالة بالأغواط، وهي المهنة المفضلة عند سكان الريف فتشربت بحب العمل والتعلق بالأرض وخدمتها وظلت تكابد ويلات الحياة سنوات الاستعمار تزرع وتحصد وتربي المواشي.وبعد الاستقلال وبعد أن استقر الحال بعائلتها ببساتين تاويالة المترامية الأطراف، اهتمت الأسرة بغرس الأشجار المثمرة وزراعة الخضروات وتربية الأبقار، فتحوّل البستان إلى جنة عند خضرة لا تغادره إلا لرعاية شؤون زوجها أو أولادها، وعندما كبر الأولاد تحوّل عندها إلى خلوة، فارتبطت بشجر العنب والتفاح والخوخ والمشمش والتين وببقراتها سقيا ورعاية  لعدة عقود تنبت الزرع وتدرّ الذرع فيفيء بالخيرات من شتى الثمار فتبيع وتتصدق على القاصدين.خضرة التي كانت إسما على مسمى، اخضرت بعرق جبينها الأرض وسقتها من رحيق قلبها حنانا وربتت على تربتها بيديها الناعمتين فحوّلتها إلى ربوة خضراء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات