الجزائر بين الاستثمارات المتعثرة والمشاريع الملغاة

38serv

+ -

 لا يعدّ مشروع “دنيا بارك” الذي استهلك أربع وزراء ولم يجسّد إلا صورة مصغّرة عن التناقضات التي يعرفها مناخ الأعمال والاستثمار في الجزائر. فرغم مصاحبة الدولة لمشاريع هيكلية كبيرة، خاصة منها العربية، إلا أن الكثير منها لم ير النور.كانت مشاريع “إعمار” الإماراتية الواعدة على خليج الجزائر، من بين المشاريع التي ترددت لسنوات دون أن تجد طريقها إلى النور. فقد أطلقت شركة “إعمار العقارية” في سنة 2007 أربعة مشاريع جديدة في الجزائر، بتكلفة إجمالية تصل إلى 44 مليار درهم (20 مليار دولار). شملت مشروعاً متعدد الاستخدامات في مدينة سيدي عبد الله، ومنتجعاً في مركز الكولونيل عباس السياحي، ومشروع الواجهة البحرية الجديدة في خليج العاصمة الجزائر، ومشروع المدينة الطبية الحديثة في منطقة سطاوالي، إلا أن المشاريع لم تتجسد، فضلا عن مشاريع تطوير خليج وهران ومدينة مدمجة بمعية مجموعة “سناسكو” السعودية سنة 2008 ومشاريع قطرية كانت ترمي إلى إقامة مدينة لوجستيكية في بومرداس ومشاريع كويتية وقطرية في القطاع السياحي، يضاف إليها مشاريع أردنية، كان آخرها مشروع “المراعي” الذي يواجه عقبات منذ فترة زمنية دفعت الشركة إلى التفكير في الانسحاب. وفي نفس السياق، لم تتجسد عدة مشاريع مصرية، منها مشاريع “دريم بارك” السياحية، بالشراكة مع السودانيين، كما لم تتجسد مشاريع إنتاج السيارات مع القطريين. وهذه المشاريع في المحصلة تعكس مدى الصعوبة التي تواجه المستثمر في الجزائر، والذي كان من بين عوامل عزوفهم عن الوجهة الجزائرية. فمن مجموع المشاريع القطرية التي تم الاتفاق عليها سنة 2014 خلال زيارة أمير قطر، لم يشرع في تجسيد سوى مشروع مركب الحديد والصلب، وفقدت الجزائر عدة فرص استثمارية نتيجة غياب الاستمرارية في السياسات المعتمدة، مع تغيّر الوزراء المكلّفين بالاستثمار وتغير القوانين.البيروقراطية الإدارية القاتلة للمشاريعللإشارة، تم الإعلان رسميا عن مخطط التهيئة لمشروع “دنيا بارك” في سبتمبر 2008 التي حددت نسبة 70 في المائة للمساحات الخضراء، منها مساحات للترفيه والرياضة، ونسبة 30 بالمائة للمنشآت، منها 13 ألف وحدة سكنية وفندق 5 نجوم بقدرة 500 غرفة وقاعة عرض وحفلات بسعة 5000 مقعد، ومستشفى دولي بسعة 255 سرير ومدرسة دولية ومركز تجاري ومحلات ومطاعم وقاعات سينما، إضافة إلى برج بطول 47 مترا وحظيرة بسعة 8000 مكان، لكن تعاقب المسؤولين عن القطاع جعل المشروع على غرار العديد من المشاريع الأخرى تراوح نفسها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: