+ -

شيء مؤسف حقا أن تتحول قضية التجار الجزائريين الذين حولتهم السلطات السعودية إلى حجاج، وتتحول العملية إلى ما يشبه رسائل الحب بين السلطة في الجزائر والسلطة في السعودية، بغرض إصلاح ما أفسده موضوع البترول وموقف السعودية من مطالب الجزائر في هذا الموضوع داخل منظمة الأوبيك!المعلومات المتوفرة تقول: إن وزارة الخارجية الجزائرية قد طلبت من إدارة الداخلية الجزائرية كتابة رسالة شكر إلى ولي العهد السعودي على التكفل بموضوع “الحجاج التجار” الجزائريين، وأن وزارة الداخلية تكون بالفعل قد كتبت رسالة غرام دبلوماسي بالغة التأثير إلى ولي العهد السعودي وزير الداخلية!الحكاية بدأت عندما أقدم قنصل السعودية في الجزائر على منح تأشيرات تجارية لجزائريين ليتنقلوا إلى السعودية بغرض السياحة والتجارة وليس الحج.. ثم تحولوا إلى حجاج مهملين! واتهمت السلطات الجزائرية بالتقصير وتدخلت السلطات السعودية عبر ولي العهد وقدمت معروفا للسلطة الجزائرية بالتكفل بالمشكل في حركة بهلوانية ظاهرها الأخوة والتقدير للجزائريين وباطنها عمل أمني محكم أنجزه بامتياز قنصل السعودية بالجزائر لتوريط الجزائر!السؤال المطروح: لماذا لا تعاقب السعودية قنصلها الذي أعطى 47 (حاجا) وهميا تأشيرات تجارية؟! وواضح أن الأمر يتعلق بعمل أمني أنجزه القنصل السعودي في الجزائر وليس خطأ تجاريا وضعت تبعاته على السلطات الجزائرية ظلما! السلطات الجزائرية مسؤولة عن عدم تفطن المصالح الأمنية لنشاط هذا القنصل بهذه الطريقة المشبوهة مع جهات جزائرية مشبوهة في نقل مواطنين جزائريين إلى السعودية دون تمحيص في ملفاتهم التجارية أو السياحية أو حتى بغرض الحج!أين كانت مصالح الأمن الجزائرية عندما غادر هؤلاء الجزائر؟ أين كانت الحكومة ووزارة الداخلية والخارجية ووزارة العدل؟! القنصل السعودي في الجزائر في هذه يكون قد أنجز عملا أمنيا لصالح السعودية جعل الجزائر الرسمية تنبطح للسعودية وتوجه لها رسالة شكر على التكفل بمواطنيها، رغم توتر العلاقات بسبب موضوع البترول!وزير الدين محمد عيسى قال كلاما لا يقال أبدا على لسان إنسان سوي.. قال: “إن الحكومة أو السلطة في الجزائر تفكر في إسناد عملية الحج مستقبلا إلى مؤسسة عمومية أو خاصة”! هل ديوان الحج الآن ليس مؤسسة عمومية والوكالات المتعاملة معه ليست مؤسسات خاصة؟! هل يقصد الوزير بكلامه أن الحج الآن بيد (عصابة) عمومية وينبغي تأميمه؟! فهل الحج الذي لم تنجح في تنظيمه وزارة الدين يمكن أن تنجح في تنظيمه وزارة الداخلية مستقبلا؟!المضحك فعلا أن الوزير ومدير حجه خاطبا الجزائريين عبر قناة تلفزية صور لنا عبرها بأن الحج هذا العام تم في جنة الفردوس.. وكل الحجاج يقيمون في “سويت” بفندق “إيمان الأندلس” ذي النجوم الخمس... ونفس القناة التي نقلت ذلك للجزائريين نقلت أيضا عشرات الجزائريين ينامون في العراء وبهوات الفنادق!الأمر هنا لا يتجاوز الخطأ في تنظيم هذه الشعيرة، بل يصل إلى حد الجريمة بسبب الاحتيال والنصب على الجزائريين حجاجا وغير حجاج، ويتطلب الأمر اتخاذ إجراءات ردعية وليس كتابة تقرير وتكوين لجنة تحقيق كما جرت العادة؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات