"قلق ما بعد العطلة وارد والمطلوب التكيف مع الوضع تدريجيا"

+ -

في حديثها عن الشعور بقلق العودة للعمل أو الدراسة بعد انتهاء فترة العطلة الصيفية أو ما يطلق عليه في علم النفس “اكتئاب ما بعد العطلة” وكيفية تفسيره، أكدت المختصة في علم النفس العيادي، بيدوحان فايزة، أن الخوف من العودة لما كان يميّز يومياتنا قبل العطلة من تعب وإرهاق يومي، ناهيك عن زحمة الطريق التي باتت تصاحب تنقلاتنا يوميا، وراء ذلك الشعور، مشيرة إلى أن اعتماد مؤشرات إيجابية تجعل من الرجوع للعمل أو الدراسة متعة، مفسرة ذلك فيما يلي.يشعر غالبية العائدين لعملهم بعد فترة العطلة الصيفية بقلق ونفور من استعادة نشاطهم المهني، وهو الشعور الذي ينتاب كذلك بعض الطلبة، فماذا نعني بـ”اكتئاب ما بعد العطلة”؟ إنه شعور ينتاب كل من يستعد للرجوع إلى عمله بعد انتهاء فترة العطلة، ولوصفه وتحديده يمكن أن نقول إنه شعور بالاكتئاب والضيق من تغيير النمط الذي اعتاده الشخص عقب انتهاء إجازة الصيف، خاصة خلال الأسبوع الأول من العودة سواء عند الطلاب أو الموظفين، وهو شعور طبيعي نتيجة خوفهم من توترات العام الجديد.ما تفسيركم لهذا الشعور؟ لا شك أن ذلك راجع لما بذله ذلك الشخص من مجهود طيلة سنة كاملة من العمل أو الدراسة، والتي تتشابه فيها الأيام التي تبدأ كل صبيحة بسباق مع الزمن، ينطلق من الاستيقاظ مبكرا، خاصة أن غالبية الموظفين يقطنون بعيدا عن مقرات عملهم، ما يتطلب منهم قضاء ساعات في زحمة الطريق سواء أكانوا على متن سياراتهم أو داخل حافلات جماعية، وربما يكون الأمر أشد وقعا عند المرأة المطالبة بالنهوض قبل الجميع وتحضير الأطفال للذهاب إلى المدرسة ثم التوجه لعملها وسط زحمة طريق يومية، لتعود مساء متأخرة للبيت بسبب نفس ظروف زحمة الطريق وتتوجه مباشرة إلى تحضير وجبة العشاء ثم مراجعة الدروس مع الأبناء، ناهيك عن حيرة الزوج في ركن سيارته وهو المشكل الذي بات مطروحا على مستوى الأحياء الجديدة، لينام الجزائري على هوس استقبال يوم جديد لا يقل تعبا عن سابقه، كل ذلك يتم وسط قلق وتوتر للأعصاب وسط غياب فضاءات الترفيه، حيث يبقى البيت هو الفضاء الوحيد للراحة، وبالتالي فإن انتهاء العطلة التي انتظرها ذلك الموظف أو الطالب بفارغ الصبر وخطط لها يجعله في حالة نفسية حرجة ترقبا لقلق آخر هو في انتظاره.ما الحل حسبكم لتجاوز ما أطلق عليه “اكتئاب ما بعد العطلة”؟ لا يكون الاستعداد طبعا منذ اليوم الأول بل يتم ذلك تدريجيا، ويكون بإعادة بناء علاقاتنا مع زملاء العمل والمسؤولين، والعمل على استعادة الجو المواتي والبيئة المناسبة للعمل، على أن نتوجه منذ أول يوم للعودة بتصورات إيجابية، على أننا سنلتقي بزملاء وزميلات أعزاء ونستعيد معهم أواصر الزمالة، لنتبادل أخبار العطلة وكيف أمضاها كل منّا، وهنا أفتح القوس لأشير إلى أن هذا الاستعداد يكون جماعيا، حيث إن لكل منّا دوره في نقل نظرة التفاؤل بالكلام الطيب والانفعال الجميل حتى نتمكن من بعث بيئة ملائمة ومؤهلة لاستعادة النشاط المهني، والابتعاد قدر الإمكان عن القلق لأن الإقبال على عام جديد في أجواء قلق ستكون نتائجه وخيمة، لأن ذلك سيدخلنا وسط حلقة مرضية مفرغة، تتضخّم معها الأمور ويتراءى لنا العمل على أنه مصدر للضغط والقلق، ما يؤثر على نفسياتنا ويجعلنا نمضي سنة كاملة من العمل أو الدراسة في جو مشحون بالقلق والتوتر، ولا داعي للخوف إن لم يكن هناك تقبل للوضع في أول يوم لاستعادة العمل، لأن الأمور تأتي تدريجيا وبعدها نتكيف مع الوضع وتستعيد الأمور مجراها الطبيعي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات