+ -

 صرح الأستاذ محمد أرزقي فرّاد بأن الأخطاء الواردة في الكتب المدرسية ليست وليدة اليوم، وإنما بداية من سنة 1962، فيما قال إن الكتاب شبه المدرسي الذي صنف المجموعة العرقية المشكلة للسكان في الجزائر بأنه احتوى خطأ معرفيا وآخر تربــــــــــويا وصفه بـ”القاتل”.وأوضح فرّاد الذي فضّل أن تكون مقاربته لهذه القضية علمية تربوية، بأن الأخطاء وردت في الكتب المدرسية، على غرار ما أسماه “إقصاء المكون الأمازيغي من الشخصية الجزائرية”، وهو الخطأ الذي وصفه محدثنا بـ”القاتل” وأنه جعل هذه الشريحة تقابل التطرف بتطرف آخر، وأنه واحد من أسباب ظهور الحركة الانفصالية في الجزائر.غير أن المعاناة من الأخطاء في الكتب المدرسية لم تكن تخرج للعلن، عكس اليوم، حيث توجد قنوات ووسائل إعلامية وصفحات مواقع تواصل اجتماعي تنشر هذه الأخطاء وتكشفها.وعلق الإطار السابق في قطاع التربية حول الخطأ الوارد في كتاب الجغرافيا شبه المدرسي الذي يذكر أن 80 بالمائة من سكان الجزائر عرب وأن البقية خليط بين الشاوية والأمازيغ وبني ميزاب، علق بأن الخطأ له شقان، أول معرفي وآخر تربوي.وذكر فرّاد بأنّ الشق المعرفي أن العرب لا يشكلون 80 بالمائة من سكان الجزائر، ولا يمكن تحديد النسبة أصلا، خاصة وأن الجزائر هي أرض الأمازيغ، عرّبها الإسلام بنسب متفاوتة، حيث لا يوجد مشكلة عرقية في شمال إفريقيا بما أن الأمازيغ عربتهم الحضارة الإسلامية. وحسب نفس المصدر، فإن الأصح هو القول بأن “سكان شمال إفريقيا أمازيغ تدعم وجودهم بالعنصر العربي وبمرور الزمن تعرّب الأمازيغ”.أما الخطأ التربوي فقال فرّاد إنه يتمثل في تقديم هذه المعلومات، وجاء باستعمال عبارة: “...20 بالمائة خليط....” والتي وصفها بالعبارة “التحقيرية”، وأنه خطأ فادح، ومن شأنه أن يزرع الضّغائن والأحقاد.وفي قضية خطأ كتاب الجغرافيا، استبعد محدثنا أن يكون بفعل فاعل وأنه متعمد من طرف وزيرة التربية نورية بن غبريت أو مسؤول آخر، مُرجحا وُرود الخطأ التقني، كما تأسف لما أسَماه “تدخل الصراع الإيديولوجي على الخط”، مفيدا بأنه “كان من الممكن تصحيح هذا الخطأ التقني تصحيحا هادئا في قطاع التربية”.غير أن أرزقي فرّاد الذي درّس في الأطوار الدراسية الثلاثة (ابتدائي متوسط وثانوي) وشغل منصب مدير ثانوية، قال إن تراكم هذه الأخطاء “هو نتيجة للنظام الاستبدادي الذي أقصى المنافسة السياسية، وجيء بوزراء من خارج القطاع لتسييره”، فيما ذكر أن صناعة الكتاب الموجه للتلاميذ هي الأصعب، وأنها تحتاج إلى علماء لغة واجتماع ونفس وتربية وغيرهم، أي مجموعة كبيرة من التخصصات لكتابة عبارة واحدة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: