+ -

 شيء غير مفهوم هذا الذي يحدث بين الوزراء في حكومة الجزائر الواحدة من تراشق وتنابز.. جعل حكاية التضامن الحكومي في مهب الريح!لم يعد المواطن يفهم لماذا تقوم الحكومة بتقديم قانون للبرلمان يجرم عدم تحفظ ضباط الجيش، في وقت يطلق الوزراء العنان لألسنتهم ضد بعضهم البعض، ضاربين بواجب التحفظ والتضامن الحكومي عرض الحائط!بعضهم يقول: إن ما يجري بين الوزراء من تراشق بالاتهامات الفسادية هو في الحقيقة بداية النهاية لحكومة سلال.. وإن هذه الحكومة وصلت سفينتها إلى النهاية، لهذا بدأ بعض الوزراء ينطّون من السفينة قبل أن تغرق! كعادة الوزراء الانتهازيين عندما يشمون رائحة التغيير قادمة! فيبحث كل واحد منهم عن تموقع في الحكومة القادمة؟!أصابع محيط الرئيس في مسألة الهرج والمرج الحاصل في حكومة سلال واضحة تماما، ولهذا لاذ سلال بالصمت إزاء ما يقوله الوزراء، وكأنه غير معني بما يحدث داخل حكومته من تراشق مؤسف بين الوزراء. وسلال يفعل هذا لعلمه أن أصابع محيط الرئيس الذي يريد رأس حكومته هم من يفعل هذا بألسنة الوزراء!محيط الرئيس الذي يريد تغيير الحكومة السلالية لأسباب لها علاقة بالصراع حول ملف خلافة بوتفليقة، وتبدل ولاءات سلال وسعداني في هذا الملف بما يدل على هبوب رياح التغيير في غير صالح قصر المرادية.. إضافة إلى الصراع القديم الجديد المتعلق بحكاية التصرف في توزيع الريع القليل الذي تبقى من عائدات البترول.محيط الرئيس يريد كبش فداء لأزمة قبل أن تنفجر.. ولكن الواقع يقول إن رأس هذه الحكومة لا يصلح حتى كأرنب سياسي، فما بالك بأن تتحول هذه الحكومة الهزيلة إلى كبش فداء.!الجزائريون يعرفون بأن سلال وحكومته لا يمثلون المتسببين في ما نحن فيه من أزمة خانقة، لأن هذه الحكومة بهزالها ورداءتها لا يمكن أن تكون هي المتسببة في الأزمة! والمتسبب الرئيسي في الأزمة هم من أتى بهذا الهزال الحكومي وحاول تسيير البلاد به طوال هذه المدة!ما يحدث الآن في الحكومة والأحزاب والبرلمان وفي الحياة الاقتصادية والتربوية، هو في النهاية عبث العابثين في المجموعة التي تحرك أصابع عرائس قرقوز الحكومة والوزراء.. وقد يكون الأمر له علاقة بسباق بين من يريد تأزيم الوضع للذهاب إلى مرحلة انتقالية، وبين من يريد تأزيم الوضع للإطاحة بالحكومة والإتيان بحكومة ترتب انتخابات برلمانية على المقاس، ترتب هي الأخرى الأوضاع لانتخابات رئاسية في موعدها أو مسبقة تضمن لجماعة الرئيس تنصيب رئيس لضمان المصالح لعشرية أخرى[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات