أكثر من 230 عملية نقل لمرضى السرطان في 8 أشهر

+ -

 في مكتب صغير بوسط المدينة، تدبّ الحياة في مقر جمعية أمل الحياة لداء السرطان التي ترأسها براهمي نور الهدى، استقبلنا الحاج مصطفى قرماط، مؤسّس وأمين مال مكتب الجمعية، رفقة بعض الأعضاء والنشطين.وحين سألنا الحاج مصطفى حول كثرة الحديث عن تنامي المصابين بالداء الخبيث في المدينة، قال لنا وهو يستظهر سجل الأنشطة والمداولات “لقد بدأنا النشاط في المكتب منذ منتصف فبراير من السنة الحالية، وقمنا منذ ذلك الوقت بتحويل ونقل المرضى نحو المصحات والمستشفيات المتخصّصة في علاج مرض السرطان باتجاه الجزائر، وهران، تلمسان ومغنية، في 230 عملية تحويل على متن سيارتين تملكهما الجمعية من تبرعات المحسنين، وفي كل رحلة علاج ننقل من مريضين إلى أربعة.. إنّها فعلا ظاهرة تتجاوز إمكانيات الجمعية لولا تبرعات ونشاط المحسنين، ونحن نتكفّل بمصاريف علاج 98 مريضا بداء السرطان دون أية إعانة من خزينة الدولة”.وفي وقت كنّا نتحدث مع الحاضرين، جاء اتصال لأحدهم يخبره أنّ اجتماعا انعقد في مقر الدائرة بحضور جمعيات محلية لمناقشة مشكلة المصنع والبيئة في الغزوات، ليعلّق آخر “شفت يتركون الجمعيات النشطة في الميدان ويستدعون جمعيات المساندة”. لتسأل بعدها “الخبر” الحاج مصطفى قرماط عن طريقة التكفل بمرضى السرطان على مستوى مدينة الغزوات، فقال “الجمعية تتكفّل بنقل المريض من بيته إلى المصحات المتخصّصة ثم إعادته الى البيت بعد رحلة العلاج الكيميائي والتحاليل الطبية التي تكلّف مصاريف كبيرة، زيادة إلى صعوبة ضبط وبرمجة المواعيد الطبية، ويعود الفضل إلى 25 سائقا متطوّعا عملوا حتى في شهر الصيام وأيّام عطلهم الخاصّة”.وتتكفّل الجمعية ماديا ونفسيا بمرضى السرطان، فبعض المرضى يقول لك “سأبقى في بيتي وأنتظر الموت”، ويقول آخر “لا تأتوني إلى البيت بسيارة الجمعية لا أريد أن يعرف الناس أنّني مريض بالسرطان”، إنها مأساة حقيقية، وفي الجانب المادي ندفع التكاليف، فتحاليل الدم تصل إلى 2700 دينار، أما الصور الإشعاعية فمن 16000 إلى 22000 دينار”.وعن الفئات العمرية للمرضى، سألنا الحاج مصطفى فقال “كل الأعمار، من 4 أشهر إلى 70 سنة، وهناك 12 مريضا لا تتجاوز أعمارهم 16 سنىة، مريضة عمرها 3 سنوات ننقلها إلى العاصمة للعلاج وهي غير مسموح لها بركوب الطائرة بسبب الإشعاعات، والحمد لله بدأنا الآن نستفيد من العلاج الكيميائي بمستشفى الغزوات هنا في المدينة، ونحيي عبركم مدير المشفى نظير التسهيلات والمساعدات التي يقدّمها للمرضى الذين تتكفّل بهم الجمعية”.وعن الأسباب التي تقف وراء الارتفاع المضطرد لمرضى السرطان بالغزوات، قال الحاج مصطفى “نطالب بلجنة تحقيق تتشكّل من باحثين ومتخصّصين في أمراض السرطان والأمراض التنفسية والعظام من أجل بحث علمي ميداني، يعقبه قرار شجاع من السلطات العمومية للحفاظ وبعث التنمية في نومور (التسمية القديمة لمدينة الغزوات)، كما نوجّه نداء للمحسنين في المدينة وللمسؤولين من أجل مساعدتنا على اقتناء سيارة ثالثة تسهل مهمّة نقل المرضى”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: