مدينة ساحلية دون مسبح.. ولالة غزوانة الإهمال المبرمج

38serv

+ -

 لطفي عقاب رئيس جمعية مولوديه نادي الغزوات للرياضة، التقيناه أيضا قرب ميناء المدينة، وتوجّه معنا إلى مقر جمعية “الحياة”، فبادرنا قائلا “نسينا هاجس الخوف والقلق فلم يؤثر علينا دخان يوم الخميس الذي أعقب العيد، فقد عشنا سنة 2000 جوا رهيبا بعد انبعاث دخان أزرق غطى سماء المدينة، وقمنا باحتجاجات للمطالبة بغلق المصنع أو تأهيل وتحديث وسائل الإنتاج، وهو ما حدث سنة 2001، وكنا ولا زلنا نعتقد أن هذه المنشأة الصناعية لا تُسيّر بطريقة سليمة، والمسؤولية يتحملها إطارات المصنع الذين نقول لهم اتقوا الله في سكان المدينة.. ونحن لا نطالب بغلق المصنع، ولكن من حقّنا أن نطالب بتدخل الدولة ّ بقرار شجاع، إمّا التحديث وإمّا الترحيل وتوقيف الإنتاج”.وعن المرافق الرياضية في مدينة ساحلية ذات 50 ألف نسمة، قال لطفي عقاب “تصوّروا سكان منطقة من هواة الغطس والسباحة لا يجدون مسبحا يطوّرون فيه مواهبهم، الغزوات والمدن المجاورة لها مشتلة للأبطال، ولكن أين الإمكانيات؟ كل المرافق الرياضية على قلّتها تعاني الإهمال، ومن غير المعقول أن تظل مدينة ساحلية دون مسبح منذ الاستقلال! وحين جاء المشروع أرادوا إقامته بمنطقة شوطارة قرب مصنع الزنك بجانب طريق المنار، وهو جبل من الرمال يهدد سلامة المشروع”.لطفي عقاب من جهته ضمّ صوته إلى صوت رفاقه، مطالبا بفتح تحقيق وبائي وتشكيل لجنة علمية عالية المستوى لتحديد الأسباب الحقيقية حول تنامي الأمراض القاتلة بالمدينة، ومدى علاقة ذلك بالغازات المنبعثة والمتسربة من دخان ومنشآت المصنع. ونحن نغادر مدينة الغزوات، صعدنا مرتفعا في قمّة الجبل المطلّ على المدينة الساحلية الساحرة لالتقاط صور تدعم التحقيق الصحفي، ومن هناك تراءى لنا الدخان المنبعث من مفرغة أداس.. دخان كان يحيط بالعمارات السكنية أقصى غرب المدينة وفي منطقة لالة غزوانة، أين تصمد بقايا حصن أثري قديم لا توجد عليه أيّة لوحة للتعريف بتاريخ الحصن والمكان، أو القبر الذي يرجّح أنه مكان دفن المرأة المجاهدة “لالة غزوانة”، هذا المكان الذي يملك كل مقوّمات الاستثمار السياحي والرياضي والترفيهي والخدماتي، ليتحوّل إلى مكان للتسكّع والانحراف، لولا بعض الانضباط الذي يفرضه تواجد منشأة عسكرية قريبة من عين المكان.وعلى وقع أذان العصر، غادرنا الغزوات على حقيقة مرّة، مقوّماتنا الطبيعية المستدامة يطالها الإهمال المبرمج، في جوهرة الساحل التلمساني الغزوات التي تنتحر في صمت. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: