من يلاحق المراهقين في الفايسبوك باسم الرئيس؟!

+ -

­­لا أصدق أن الرئيس بوتفليقة هو الذي يلاحق المراهقين في الفايسبوك بتهم الإساءة لرئيس الجمهورية! لأن الرئيس الذي لا يعقد اجتماعات مجلس الوزراء في موعدها كل أسبوع أو كل نصف شهر.. وأصبح مجلس الوزراء ينعقد كل ستة أشهر أو ثلاثة أشهر في أحسن الأحوال... رئيس لا يستطيع متابعة أعمال الوزراء كل أسبوع وكل شهر لا يمكن أن يتابع ما ينشره المراهقون على الفايسبوك من إساءات للرئيس.العديد من المواطنين لم يسمعوا بما كتبه هؤلاء المراهقون على الفايسبوك إلا عندما تم اعتقال هؤلاء.. وكأن الذين أرادوا حماية سمعة الرئيس من الإساءة إليه قاموا بنشر هذه الإساءة على نطاق واسع!إذا كان الأمر يتعلق بقلة دراية بالعمل الإعلامي والأمني والعدلي في صون صورة الرئيس فتلك مصيبة... وإذا كان الأمر تم على هذه الصورة من طرف هؤلاء وهم يدركون أثر ما يقومون به على الصورة العامة للرئيس فتلك مصيبة أعظم!هل صورة الرئيس العامة تصان من الخدش في الفايسبوك من طرف المراهقين إذا أسندت عملية الملاحقة القضائية لهؤلاء إلى الرئيس نفسه، وتنصل منها من حرّك هذه القضايا باسم الرئيس؟الرئيس عندما كان على “ديدانه” في العهدة الأولى والثانية كان يزأر على الجنرالات ويحث الشعب على مساعدته لنزع سلطتهم على الدولة والرئاسة!فهل وصل به الحال الآن إلى حد أصبح يستخدم الشرطة والعدالة لملاحقة مراهقي الفايسبوك؟! أم إن الذين ينجزون هذه المهام باسم الرئيس هم الذين ضاقت بهم سبل “الشيتة” فلم يجدوا ما “يشيّتون” به للرئيس سوى شن الحرب على مراهقي الفايسبوك باسم الرئيس؟!الرئيس الذي فعل بالمعارضة ما فعل، وفعل بالسلطة الفعلية، كما يقول المرحوم مهري، ما فعل، وفعل بقيادات أحزاب السلطة ما فعل؟! هل تقلقه أفلام المراهقين في الفايسبوك إلى هذا الحد الذي تشن عليهم حرب باسمه!واضح أن تطبيق قانون الجرائم الخاصة بالأنترنت قد تم بطريقة غير صحيحة... فهناك الجرائم الحقيقية التي ترتكب عبر الأنترنت في مجال الجريمة المنظمة والإرهاب والفساد الاقتصادي والجوسسة.. وهي جرائم محترفين في الإجرام ولم نسمع أن فرق مكافحة الجرائم الإلكترونية قد فككت واحدة من هذه الجرائم.. في حين نسمع كل يوم عن ملاحقات لمراهقي الفايسبوك باسم هذه الجرائم... وهي مخالفات لا تكاد تذكر بالقياس إلى المخالفات الحقيقية والتي لم تتوصل إليها فرق مكافحة جرائم الأنترنت! هل فكك هؤلاء ظاهرة السطو على أموال المواطنين من الحسابات البريدية والبنكية؟! ولم يبق لهم سوى مراهقي الفايسبوك؟! هذا هو السؤال.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات