ممارسة السياسية بالمخلاة والحافرǃ

+ -

كل الناس تعرف بأن الجنرال توفيق هو صاحب الفضل الأول والأخير في تعيين سعداني على رأس البرلمان. وكانت حجته آنذاك أن سعداني قدم خدمات جليلة للمصالح الاستخباراتية في موضوع الإرهاب باعتباره (بتريوطا) منضبطا. وأنه ساعد مصالح الاستخبارات أيضا في موضوع تخليص الأفالان من مهري.. وإعادتها إلى بيت طاعة السلطة.. والمناضلون في الأفالان (الأحرار) يتذكرون المعركة التي قادها (الباطريوطي) سعداني في الوادي باسم محافظة الحزب ضد أفالان مهري ولصالح من يدعمه في مصالح الاستخبارات.. فماذا حدث حتى تقع هذه الهوشة الحادة بين سعداني وتوفيق؟ǃالناس أيضا تعرف بأن سعداني قدم خدمات جليلة في لجنة مساندة الرئيس بوتفليقة في انتخابات 1999 وفي انتخابات 2004، بصفته رئيس لجنة دعم الرئيس بوتفليقة.. والمناضل والقيادي في الأفالان قادة يعرف ويشهد بذلك، وقد تمت هذه الأمور بالتنسيق التام مع ضباط (D.R.S) وتحت توجيهاتهم. فماذا حدث حتى يحدث ما يحدث اليوم؟ǃما لا يعرفه الناس هو أن الرئيس بوتفليقة هو الذي أمر بإبعاد سعداني من رئاسة البرلمان بسبب تنطعه في خطأ دبلوماسي قاتل ارتكبه سعداني مع الفرنسيين، يدل عن جهله وعدم احترامه للأعراف الدبلوماسية في علاقات الدول. وهي الأمور التي يحرص عليها الرئيس بوتفليقة.سعداني عندما أبعده الرئيس من البرلمان قام بإرسال أحد أصدقائه للاستفسار عن سبب إبعاده من البرلمان.. فكان جواب بوتفليقة: الخطأ الذي ارتكبتُه ليس في إبعادك عن البرلمان بل الخطأ هو أنني سمحت بتعيينك أول مرةǃ لكن الرئيس سمح ثانية بتعيين سعداني على رأس الأفالان في ظروف جد غامضة أثارت استياء كل الأفالانين الأحرار. وهو الآن يجني ثمن غلطته الثانية مع سعداني.. من خلال هذه التصريحات غير المسؤولة التي أطلقها سعداني ضد رجال الرئيس وضد الرئيس نفسهǃ وهدفه هو زعزعة استقرار السلطة في هذا الظرف الخطيرǃسعداني عندما يتهم الجنرال توفيق بأنه كان وراء أحداث غرداية، فهو يتهم المعني ومعه الرئيس بقلة المسؤولية في صيانة أمن البلاد، وفي مسألة خطيرة يعاقب عليها القانون بأقصى العقوباتǃ هل يسكت الرئيس عن اللامسؤولية فيما يقال على مستوى أول حزب في البلاد وبحضور نصف الحكومة من الوزراء وهم يصفقون لما يقال، أم إن هذه الحكومة وهؤلاء الوزراء ليسوا مسؤولين عم حدث في غرداية؟ إنه فعلا هزال ما بعده هزالǃ فإذا حدث هذا والرئيس على رأس الرئاسة، فكيف يقول هؤلاء الوزراء الذين يصفقون لما يقوله سعداني ببله بأنهم حكومة الحزب الحاكم ويدعمون برنامج الرئيس؟

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات