+ -

الآن يا سعد.. وليس في أي وقت آخر، يمكن أن نقول إن الحزبية تدمير للديمقراطية في أسمى معانيها؟ كيف ذالك! نعم الحزب في أول الأمر أنشئ باسم الشعب. طيب.. ثم أصبح يمثل جزءا من الشعب.. والصحيح الشعب لا يتجزأ.. طيب.. ثم أصبح هذا الحزب يدافع عن مصالح الحزب.. والصحيح أن الحزب وجد ليدافع عن مصالح الشعب.. طيب.. ثم أصبح الحزب يدافع عن برنامج الحزب.. والصحيح هو أن يدافع الحزب عن برنامج الشعب.. ثم أصبح الحزب يدافع عن قيادة الحزب.. والصحيح أن يدافع الحزب عن المنخرطين فيه... ثم أصبحت قيادة الحزب تدافع عن قائد الحزب.. طيب.. والصحيح هو أن تدافع هذه القيادة عن أهداف الحزب... عملية هزلية دون أن نتفطن لها  ...ديمقراطيا.. يا سعد، لا يجوز أن يحكم الحزب باقي الأحزاب!.. بالمفهوم الفلسفي لا يمكن للجزئية أن تكون كلية.. أقصد لا يمكن للأقلية أن تحكم الأغلبية!.. طيب.. اعلم أنه إذا فاز حزب معين في الانتخابات بنسبة 49% من مجموع أصوات الناخبين وليس بنسبة 49% من مجموع الشعب لماذا؟ لأن الشعب لم ينتخب كله فجزء غير بالغ، وجزء ممتنع، وجزء لم يسجل في القوائم الانتخابية أصلا.. إذن ديمقراطيا.. يا سعد كيف يحق للحزب الفائز بنسبة 49% من الأصوات أن يحكم51 % من الأصوات التي لم تنتخبه؟ هذا من جهة... ومن جهة أخرى، كيف يجوز لهذا الحزب الفائز ديمقراطيا أن يحكم بقية أفراد الشعب المنقسمة بين الامتناع وعدم التسجيل والقصّر؟ أي الذين لم يشاركوا في نجاحه؟ رأيت يا سعد، كيف صدروا لنا ديمقراطية مزيفة في أصولها مخالفة لمعانيها... يا سعد.. ألم يقل الإغريق إن الديمقراطية هي حكم الشعب؟ إذن في هذه الحالة هل حَكَم الشعب؟.. على رِسْلِك، ستقول الشعب له كامل الحرية ولا أحد يستطيع أن يسكته؟ وأنا أقول الديمقراطية هي حكم الشعب وليست تعبير الشعب؟.. نحن نملك الطرف الثاني من المعادلة بمعنى أننا “شادين من الصوف” كما يقال، والطرف الأول من المعادلة والذي يتوجب أنه مطبق عندنا ضاع أي ضاعت كل الحلول معه... هنا فقط نفهم أنه لا وجود للديمقراطية أصلا، وإنما كل ما يحدث الآن عبر العالم ما هو إلا هزل وضحك على الشعوب بمفاهيم هي أقرب لدولة أفلاطون منها للواقع، وتجسد عبر صناديق تختصر تعليل الناخب في “نعم” أو “لا”..” إذن أصبح الناخب يذهب إلى الصندوق ويعود على شكل قطيع أغنام؟ أليس كذلك؟ فالحال كما هو، سواء أجريت انتخابات أو لم تجر، أو صرفت أموال أم لم تصرف، فلا الحاكم الحالي غيّر، ولا الذي سيليه يغير مادامت قواعد اللعبة خاطئة.. إذن ديمقراطيا أين الحل؟ هذا ما أنتظره منك لتجيب عليه في عمودك.الصيفي سفيان❊ حتى هنا الشيء القليل من الديمقراطية عند غيرنا لا يوجد مثله عندنا.. فالقليل الديمقراطي الذي عندنا يصادر أيضا من الشعب بواسطة ممارسة التزوير... أي كما تقول جدتي “بغدوشة” رحمة الله عليها “جغمة اللبن قليلة وهاج فيها الذباب”!جرعة الديمقراطية في الجزائر قليلة أمام مرض الديكتاتورية وزاد عليها التزوير الفاضح.هل من الصدفة أن شعب المغرب الشقيق اليوم يبدو فرحا بجرعة الديمقراطية القليلة التي أعطيت له في اختيار ممثليه في البرلمان والحكومة، بسبب أن الجرعة القليلة من الديمقراطية لديه لم تشوه بالتزوير كما هو الحال عندنا.الرئيس بوتفليقة يمارس الديمقراطية في تعيين الشخصية التي ستسند لها مهمة مراقبة الانتخابات التي ستزورها حكومة فخامته! هل هناك شيء مضحك ديمقراطيا أكثر من هذا؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات