+ -

الآن اتضح للجميع أن سعداني كان يحلب في طاس غير طاس الرئيس بوتفليقة... وبوتفليقة معروف عنه في ممارسة السلطة أنه لا يغفر لمن أراد أن يطعنه في الظهر، فقد نكب سياسيا بلخادم لأنه أشرك به.. وها هو ينكب سعداني لأنه لعب في منطقة الأمتار الستة الرئاسية سياسيا لحساب فريق آخر، لم يكن بوتفليقة مدربه!سعداني قال عن الجنرال توفيق أنه يغرق.. يغرق.. ! ولعل توفيق الآن يقول عن سعداني لقد “هزه الماء”، والماء لا يحمل سوى السمك النافق.. وماذا لو عين بوتفليقة التوفيق رئيسا للحكومة. سعداني قد يحمد الله إذا توقفت قضيته عند حالة إبعاده بطريقة مهينة من الأفالان، لأن ملاحقته بقضايا أخرى مسألة واردة إذا لم يلتزم حدوده... ويربط لسانه!صحيح أن إبعاد سعداني بهذه الطريقة ضربة قاسية للذين تحدث باسمهم وربما دون حتى مشورتهم... لكن تداعيات ما حدث ستكون مباشرة على من أعطى أمرا أو إيعازا للوزراء لحضور خطاب سعداني الذي أطاح به... والحكومة الآن هي أيضا في عين الإعصار الرئاسي.. وقد يكون ما حدث لسعداني عبرة كافية أو غير كافية لسلال أيضا... وقد يكتفي بوتفليقة بهذا الإنذار وقد لا يكتفي. والأمر هنا يتوقف على درجة الاستسلام ورمي المنشفة بالنسبة إلى من دفع بسعداني لأن يؤدي هذه الرقصة البهلوانية!يمكن أن نفهم ما قام به الرئيس بوتفليقة على أنه عبث سياسي بأكبر حزب في البلاد، حيث يقوم الرئيس بعزل وتنصيب أمانة الحزب كما يغير ربطة عنقه!لكن أيضا لابد أن نعذر الرئيس في ذلك لأنه لو لم يقم بما قام به ضد سعداني لانتهى هو أيضا إلى مصير بورقيبة مع بن علي والصباح!نتوقع أيضا عملية تطهير داخل الأفالان لبلطجية السياسة السعداوية، ومنها المكتب السياسي الذي نصبه سعداني خارج إرادة الرئيس أيضا في بعض أعضائه! وقد تكون العملية غير قانونية... ولكن بالتأكيد أنها ضرورية لإعادة لم شمل شتات الحزب بعد الهزات العديدة التي عرفها بدءا من الصراع مع بن فليس إلى الصراع مع بلخادم إلى الصراع مع بلعياط إلى الصراع مع سعداني مرورا ببقايا مهري وحمروش!صحيح أن ولد عباس لا لون ولا طعم سياسي له، وهو يأخذ شكل ولون الوعاء الرئاسي الذي يعمل داخل محيطه.. لكن جميع الفرقاء السياسيين في الأفالان لا يعارضون الرئاسة المباشرة لبوتفليقة في تسيير شؤون الحزب عبر الموظف الحزبي برتبة أمين عام الأفالان الجديد ولد عباس.صحيح أنه يمكن أن تحدث حروب أخرى داخل الأفالان بسبب الاستحقاق الانتخابي القادم، لكن كل الناس سيستسلمون لإرادة الرئيس التي تأتيهم عبر ولد عباس بكل أمانة!لكن الرئاسة تحسب و”تڤارة” تحسب.. وخالق السماوات له حساباته التي لا يراجعها أحد!

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات