+ -

يتساءل الرأي العام: لماذا أصبح الرئيس بوتفليقة يقوم بأنشطة خارج المكتب الرئاسي على غير عادته طوال فترة مرضه التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات؟! هل فعلا تحسنت الحالة الصحية للرئيس، لذلك استأنف نشاطه خارج المكتب؛ يدشن ويتفقد المشاريع كما كان من قبل، وقبل أن يلم به المرض؟!دشن الرئيس قصر المؤتمرات ودشن أيضا الأوبرا... وهاهو يتفقد ويدشن قاعة الصلاة بالمسجد الأعظم!صحيح أن حالة الرئيس الصحية تحسنت عما كانت عليه قبل سنة أو سنتين. وقد بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن هذا التحسن.. لكن الرئيس أيضا يريد أن يملأ الفراغ الذي أصاب الجهاز التنفيذي.. فرئيس الحكومة سلال وضع الحكومة في النقطة الميتة. وهي حالة فهمها الرئيس على أنها نية مبيتة تصب في خانة من يدفع بالأمور إلى اختزال العهدة الرابعة للرئيس. ولذلك تحرك الرئيس في عملية التفقد والتدشين لإعطاء الانطباع بأن صحته تتحسن ولا تتدهور كما يدّعي من يدفع بالأمور نحو تقصير العهدة. ثم إنه أيضا يقوم بجزء من العلاج المطلوب من خلال التحرك، وهي عملية ينصح بها الأطباء.تزامن تحرك الرئيس في التدشين مع تحرك أويحيى في زيارات حزبية، يدل على أن الأمر يتعلق بإحساس الرئاسة بأن الحكومة لا تقوم بدورها كاملا.. ولذلك لابد من تغطية هذا الفراغ الذي قد يكون متعمدا ويندرج في سياق الدفع نحن التعفن للوصول إلى حلول مرتقبة.لا يحتاج المتابع الفطن إلى كبير عناء لمعرفة أن الأمور بين الرئيس ورئيس حكومته سلال لم تعد تسير كما يجب! فالمناوشات بين الوزراء بالكلام والملفات لم تلق من سلال الموقف المطلوب اتخاذه، كما فعل الرئيس بسعداني والـ(D.R.S).وبما أن الرئاسة أصبحت تقوم بعمليات تسميها تصحيحات لأخطاء الوزير الأول؛ مثل تحويل عملية تدشين سلال للأوبرا في أولاد فايت إلى مجرد زيارة! وقيام الرئيس بتدشينها بعد ذلك! فهل أراد سلال تدشين هذه الأوبرا دون إذن الرئاسة؟! الرئاسة أيضا ألغت حكاية تسليم العارضين هدايا للوزير الأول عند التدشين بعد أن جمعت في مكان محدد بالمعارض! وهي عملية كانت تتم في السابق للرئيس ثم للوزير الأول عندما يتولى مكانه عملية التدشين!واضح أن الهدف القادم للرئيس بعد سعداني هو سلال، لأن هذا الأخير ارتكب نفس الأخطاء التي ارتكبها قبله بلخادم وسعداني. فعوض أن يهتم بتحسين الأداء الحكومي في هذا الظرف الصعب، اهتم بتحسين صورته خدمة لطموحاته ليس في البقاء في الحكومة بل بتجاوز ذلك إلى منصب آخر أكثر أهمية!الرئيس لاحظ أن سلال وحكومته كثفا من التنسيق مع سعداني والأفلان بالوزراء والحكومة، بعد الرسالة التي كتبها الفريق ڤايد صالح باسم وزارة الدفاع يهنئ فيها سعداني باعتلائه الأفلان. ما يدل على ميلاد محور جديد. قبله كان سعداني يطالب بإزاحة سلال لأنه غير كفء سياسيا.. فماذا حدث حتى تدخل اللؤلؤة في المحارة؟!

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات