+ -

الأشقاء في المغرب يحتجون على الملك وحكومته التي لم توفر لهم العمل المناسب، ورمت شرطته بمواطن في مزبلة آلية وطحنت عظامه حتى مات!عندنا، يحتج العمال والنقابات على الحكومة لأنها لم توفر لهم العمل فطالبوا بالتقاعد المسبق !الملفت للانتباه في الحالتين أن المغاربة يحتجون في الشوارع بطريقة حضارية وتتعامل معهم الحكومة والشرطة بطريقة حضارية أيضا، فتؤطر احتجاجهم ولا تقمعه بحجة عدم جواز التظاهر المرخص به، كما يحدث عندنا! والملفت الثاني أيضا أن المتظاهرين في الحسيمة رفعوا أعلاما غير العلم المغربي!صحيح أن الأشقاء في المغرب نظموا انتخابات تشريعية غير مطعون في شرعيتها، لكن ذلك لم يمنع أن الشعب صاحب السيادة يمكنه أن يحتج بحضارة على من أعطاه هذه السيادة والشرعية عبر الانتخابات!مصيبتنا نحن شعوب شمال إفريقيا أننا لا نتحرك ضد حكامنا الظلمة إلا إذا أحرق البوعزيزي نفسه.. أو خيّط بطالو ورڤلة أفواههم بالإبرة والخيط، أو رمى شرطة الحسيمة المغربية فكري في شاحنة الزبالة لتطحنه! بينما المنطق يقول: إن هذه الشعوب كان عليها أن تحتج على بن علي قبل حادثة البوعزيزي، وأن تخيط أفواه المسؤولين الجزائريين وتسكتهم عن الكذب السياسي في تصريحاتهم، وأن ترمي برموز المخزن الذي أذل الشعب المغربي في القمامة العمومية وليس في شاحنة الزبالة، كما فعلت الشرطة بفكري الحسيمة!الحمد لله أن الشعوب المغاربية قد حققت الوحدة المغاربية ضمن الشمال الإفريقي في مسائل الظلم والبؤس والخنوع للحكام.. وأن التنسيق الأمني للحكام ضد الشعوب بلغ مستويات متطورة جدا.. فلا تكاد تفرق وسائل القمع والقهر التي تحدث للشعوب المغاربية هل هي صناعة مغربية أم جزائرية أم تونسية أم موريتانية أم ليبية! لسنا ندري لماذا يتحد ويتضامن الحكام في المنطقة المغاربية مع بعضهم البعض ضد الشعوب، ولا تتضامن الشعوب ضد هؤلاء الحكام عندما يحرق البوعزيزي أو يخيط بطالو ورڤلة أفواههم أو يطحن فكري الحسيمة في زبالة السلطة؟!وما دام الظلم واحدا، فلماذا لا يكون الاحتجاج واحدا أيضا؟!

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات