رسالة ولد عباس إلى أصحاب الشكارة؟!

+ -

ولد عباس ظهر في صورة كاريكاتورية أخرى في الاجتماع الأخير للأفلان.. ظهر وهو يتحدث ويتوعد أصحاب الشكارة في الحزب بمنعهم من التسلل إلى قوائم المرشحين... والحال أن المتحدث كان بجانبه في المنصة أحمد عز الجزائر! فلم يكتف ولد عباس بوجود رئيس المجلس الشعبي الوطني ولد خليفة إلى جانبه، فدعمه بأحمد عز الجزائر (جميعي)! وفهم كل الناس الرسالة التي أرسلها ولد عباس لأصحاب الشكارة.. فقد قال لهم عبر هذا التصرف بأن مكانتكم في الحزب محفوظة في الواقع العملي، ويبقى الحديث والوعيد عن أصحاب (شكارة) هو مجرد حديث للاستهلاك العام!مباشرة بعد انتهاء الاجتماع، بدأت الهواتف تشتغل، وبدأ أصحاب “الشكارة” يبحثون عمن يقبل بهم في الحزب على رأس القوائم في الدوائر الانتخابية.حكاية تحكّم الشكارة في الأفلان والأرندي لم تعد مسألة قابلة للنقاش.. فقد زرع هذا المرض في الجبهة بلخادم ودعمه سعداني، وبالتأكيد سيرعاه ولد عباس بدرجة أكبر وأعم وأشمل.الأكيد أن قيادة الأفلان لم تعد تستحي ببيع قوائم المرشحين للانتخابات، مادام الرئيس بوتفليقة نفسه يعرف بأن مقاعد البرلمان تباع في السوق بصفة عادية وبالمليارات.. ومادام الرئيس ديوانه يقول بكل ثقة بأن مقاعد مجلس الأمة بيعت في السوق!شراء المقاعد من طرف المال الفاسد لم يعد فسادا بل أصبح نضالا وجهادا بالمال ضد المناضلين “لعرايا” في حزب الأفلان، الذي أسسه “الزوالية” من الخمسينيات... واستولى عليه “الأثرياء” في سنة 2000 وما بعدها!الرئيس والشعب يعرفان بأن برلمان الحفافات تم تزويره بصورة فاضحة بواسطة الشكارة والتصويت المغلق على قائمة واحدة.. ومع ذلك استخدم الرئيس هذا البرلمان في تمرير تغييرات الدستور.. والحمد لله أنه اليوم قال: إنه هو الذي يضمن عدم تزوير الانتخابات القادمة وليس الهيئة الدستورية التي يرأسها دربال!وعندما تقوم الرئاسة بتزوير الأمين العام للحزب الحاكم فهل نطمع في ألا تزوّر قوائم المرشحين؟! ولا تزوّر قوائم الناخبين؟! ولا تزوّر حتى الأحزاب نفسها؟!كل الناس على يقين بأن الانتخابات القادمة ستكون مهزلة لم تحصل في التاريخ البشري.. وعندها فإن العملية ستكون مجرد صرف أموال من المال المسروق على عمليات نصب انتخابي في عز الأزمة الاقتصادية الخانقة!ستكون مشاركة الأحزاب المزورة كبيرة.. وستكون المقاطعة الشعبية لهذه الانتخابات غير مسبوقة.. وسيجد الرئيس بوتفليقة نفسه في وضعية لا يتمناها له أي إنسان!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات