+ -

نعم، “الإهانة” التي تعرضت لها الفنانة “القديرة” بهية راشدي في تونس تتطلب ردة فعل من الحكومة الجزائرية تكون قوية وفي مستوى الإهانة.. كأن تضع الجزائر قواتها المسلحة في حالة حرب مع تونس.. وتقوم الخارجية بتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي على هذه الإهانة! ويتم سحب السفير الجزائري من تونس بالإضافة إلى طرد السفير التونسي..! وصدق المتنبي:لا يسلم الشرف الرفيع من الأذىحتى يراق على جوانبه الدم!بهية راشدي ومن معها هم من أهان الجزائر وليس تونس، لأن بهية ومن معها هبوا إلى تونس في إطار ونشاط ثقافي تونسي آخر غير نشاط أيام قرطاج السينمائية، والنشاط الذي ذهب في إطاره هؤلاء الفنانون الجزائريون كان قد انتهى يوم 29 أكتوبر... ولكن المعنيين فرضوا أنفسهم ضيوفا على نشاط آخر!وهم بهذا التصرف أقرب إلى التطفل منهم إلى المعروضين. وبالتالي، فإن بهية ومن معها هم من أهان الجزائر وليس التوانسة.. وأهانوا الفن الجزائري والفنانين الجزائريين بهذا التصرف. ونقلوا الفوضى الموجودة في قطاع الثقافية والإعلام بالجزائر إلى تونس!بهية راشدي ذهبت إلى تونس في إطار نشاط آخر، وشوهدت في منصة أيام قرطاج السينمائية وهي تصفق لعادل إمام... فما الذي ذهب بها إلى هناك؟وهل كانت تنتظر أن تكرّم في مهرجان هي لم تدع إليه أصلا؟!المعنية أيضا ذرفت الدموع أمام كاميرات الفايسبوك شعورا منها بالإهانة، وهي في الواقع من صنع هذه الإهانة (إن وجدت) لنفسها! ثم إذا كان ما تعرضت له بهية وصحبها إهانة فلماذا زالت هذه الإهانة عندما انتقل إليها وزير الثقافة التونسي إلى المطار؟! هل يمكن أن تزال الإهانة بباقة ورد يقدمها وزير؟!الإعلام عندنا لا يتحرى المعلومات الدقيقة قبل أن يندفع في سياق “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”! المظلومون تصوروا (سيلفي) مع الظالم في مطار قرطاج وهم يضحكون!ويبقى التساؤل: كيف لفنانة بحجم بهية راشدي تنتصر لنفسها بهذه الطريقة وهي في الواقع تسيء للجزائر التي أصبحت تنتج مثل هذه الفوضى الثقافية؟! وتصدرها للجيران؟! والمنطق يقول: الجزائريون يجب أن يعتذروا لتونس على تصدير الفوضى الثقافية لها.. يا ناس، الثقافة والفن ممارسة وأخلاق وتصرفات راقية.. وليست الثقافة والفن هي التصور الإشهاري مع علب الياغورت والزبدة! وإنتاج حصص البؤس النسائي في القنوات الجزائرية؟!الأصوب على الفايسبوكيين أن يحاسبوا بهية راشدي على ذهابها إلى هذا المهرجان دون عرضة! والمثل الجزائري يقول:الذاهب بدون عرضة يجلس بلا فراش... وكثّر خير التوانسة أنهم أعطوا المتطفلين الجزائريين مقاعد بلاستيك للجلوس! والحمد لله أن الحكومة الجزائرية لم تنسق وراء دموع راشدي ولم تحتج على تونس؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات