+ -

أويحيى يفجر قنبلة من العيار الثقيل حين يقول إن الجزائر بها 100 ألف من مزدوجي الجنسية أموالهم قذرة ولهم عقارات في الجزائر وفي إسبانيا أو باريس. فهو أدرى بشؤون البلد كونه يترأس ثاني قوة سياسية في البلد وقضى أكثر من عشريتين في هرم السلطة، أي أنه يتحدث عن دراية وبأرقام صحيحة ويعي جيدا ما يقول.مكمن الخطورة في هذا التصريح أن 100 ألف مزدوج جنسية أموالهم قذرة، يعني أنهم حصلوا عليها إما بالاختلاس أو بالرشاوى والعمولات أو التهريب أو بالمتاجرة في الممنوعات أو تبييض الأموال أو تهريبها أو التهرب الضريبي أو غيرها، ثم أين حصلوا على هذه الأموال القذرة؟ هل في الجزائر أم في بلد جواز السفر الأزرق الذي أحال رئيس جمهوريته السابق جاك شيراك على العدالة بسبب منصب عمل وهمي لما كان رئيس بلدية باريس؟لا أتصور أن من يقصدهم أويحيى هم من عمال المنطقة الصناعية للرويبة أو مصنع المنظفات بسور الغزلان أو المتعاقدين الذين اعتصموا ذات يوم في بودواو، بل هم من المسؤولين الجاثمين على رقاب الجزائريين، وإلا فإن تصريحه يقع تحت طائلة الحسد.تصريح كهذا يستوجب تحرك 48 نائبا عاما زائد النائب العام لدى المحكمة العليا وكذا جميع ضباط الشرطة القضائية، لتحريك الدعاوى والتحقيق في هذه الفضائح، مع إصدار تعليمة بمنع الزوايا من منح صكوك الغفران.محاولة أويحيى استعمال شماعة مزدوجي الجنسية لتعليق إخفاقات السلطة التي يتحمل جزءا منها، وسيستمر دوره في هذه الإخفاقات التي سيعاني منها الجزائريون إلى أجل غير مسمى، لا يقدر حجم الضرر المعنوي والإحباط الذي قد يلحقه بمزدوجي الجنسية الذين هاجروا أثناء الاستعمار ومولوا الثورة وصنعوا ملحمة 17 أكتوبر 1961 بباريس، ليصبحوا اليوم حثالة في أعين ساسة فرنسا وخونة في أعين ساسة الجزائر، وكذا الذين غامروا بالحرڤة جراء التهميش والحڤرة والمحسوبية والجهوية الضيقة، ومن ضاقت بهم السبل لعدم توفر العناية والتقدير والاحترام، والذين شعروا بالإحباط واليأس بسبب السياسات المفلسة، ومن شغلوا المشهد السياسي طيلة هذا الكابوس الذي لم ينته.لم أفهم معنى أن نستصدر قانونا بعد التعديل الدستوري الذي أداره أويحيى بتصنيف الوظائف التي لا يمكن لمزدوجي الجنسية تقلدها، مع العلم أن التعيين فيها يخضع للسلطة التقديرية للحكومة ولرئيس الجمهورية.وما معنى منع رشيد نكاز من الترشح وهو الذي يعتصم يوميا في باريس أمام مساكن هؤلاء الذين تقصدهم بتصريحك، هل هذا جزاؤه إن كنت فعلا تحارب الفساد؟ثم لماذا دافعت يا أويحيى عن عبد السلام بوشوارب في فضيحة “بنما بايبرز” وهو الذي ينطبق عليه تصريحكم؟لا تقلق يا سيد أويحيى، فقد تصل مارين لوبان إلى سدة الحكم وتطرد جالية جزائرية من 7 ملايين إلى وطنهم الأم، لنعرف كيف تتمكن من التكفل بهم أو ترميهم في البحر.أكثر ما يحزنني في بلدي ويبعث اليأس في نفسي، أن أرى وأسمع التخوين والإقصاء واحتكار الوطن والوطنية للبقاء في السلطة والاستمرار في حكم هذا الشعب البائس اليائس والميئوس منه، والذي نعده بالجنة بعد إقصاء خيرة الإطارات ومنح أصحاب الشكارة والموالين أكثر من عهدة في برلمان “الكوطات” ممثلين عن حزبكم..بوعلام عبد الرزاق***الشعب الجزائري (الحي) انتقل إلى رحمة الله، ولذلك قال سلال للولاة: عليكم الاهتمام بالمقابر. حكومة الشعب الميت لا بد أن تهتم بالمقابر! ولعل الأمر له علاقة باهتمام اليهود والمعمرين الفرنسيين مؤخرا بالمقابر التي تركوها في الجزائر! هم يوفرون السكن للمسؤولين الجزائريين في فرنسا.. وحكومة الجزائر تضع في أولوياتها صيانة مدافن هؤلاء في الجزائر. حكومة الأموات لا بد أن تهتم بالمدافن أكثر من اهتمامها بالأحياء.. هذا هو قدرنا؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات