+ -

لا أعتقد أن ولد عباس بإمكانه تنظيف قوائم الترشيح الأفلانية من أدران المال الفاسد كما وعد بذلك؛ لأن المال الفاسد أصبح هو عصب السياسة في الأفلان.. والحكاية بدأت مع بلخادم، عندما مكن لرجال المال الفاسد من الحزب، بحجة أن هؤلاء هم من وضع “الشكارة” تحت تصرف مرشح الحزب للرئاسيات في العهدة الثانية والثالثة.. وأتم سعداني الاتجاه نفسه في العهدة الرابعة.. لهذا لاحظنا كيف استولى المال الفاسد على تقاليد الأمور في المؤسسة التشريعية وفي الحكومة وحتى في المكتب السياسي للحزب، الذي يتهدد عليه ولد عباس بالعزل الذكي عبر سحب القرار منه وإسناده لغيره.انتشرت في المدة الأخيرة ظاهرة تقول: إن المعركة الانتخابية القادمة ستكون بين رجال المال الوسخ في أحزاب السلطة أولا وحتى في أحزاب المعارضة! ولما كان المال في الجزائر لا يوجد بلا قذارة، فإن محاربة المال القذر من طرف أي حزب قد يؤدي إلى حرمان هذا الحزب وحده من الفوز، ليبقى بعيدا عن الحكم نظيفا من المال الوسخ ومن السياسة أيضا! ويروّج لهذه الفكرة أنصار المال الوسخ في البرلمان وفي المكتب السياسي للأرندي والأفلان على السواء!في السنوات الأخيرة، ظهر في الأحزاب ما يمكن أن نسميهم بـ”المشامشية” في الانتخابات.. وهم المجموعة من المسؤولين الذين يتولون عمليات بيع رؤوس القوائم للمال الفاسد، بحجة تمويل الأحزاب والحملة الانتخابية. لكن الواقع هو خوصصة النضال لصالح قيادات هذه الأحزاب عبر بيع المناصب بالمال القذر وغير القذر!ويتوقع البعض أن سعداني وبلخادم سينشطون للتشويش على ولد عباس إذا ما أقدم على قطع الطريق على المال الفاسد لتولي رؤوس القوائم. سعداني، بدأ يلمع نفسه عندما أشاع بأنه لم يستقل لأسباب صحية كما أعلن ذلك، وإنما أقيل، ولذلك لم يغادر التراب الوطني كما كان يفعل قبل عندما كان على رأس الحزب.. بل وأشاع عن نفسه أنه منع من مغادرة التراب الوطني لزيادة التعاطف معه. في حين إنه لم يستطع التنقل إلى فرنسا كما كان يفعل سابقا، لأن الفرنسيين وجهوا له مساءلة عن مصادر بعض التحويلات التي دخلت في حسابه بفرنسا مؤخرا، والتي تثير الشكوك! وقد تطلب الأمر التدخل من السلطات الفرنسية لطي الملف.. على اعتبار أن سعداني رقم مهم في معادلة السلطة في الجزائر في مرحلة ما بعد بوتفليقة.. لكن ما حدث له مؤخرا جعل الفرنسيين يراجعون حساباتهم بشأنه.. ولهذا لم يغامر ويذهب مجددا لفرنسا.. ولعل هذا هو السبب الذي جعل الفرنسيين يطاردون نكاز، لأنه أقلق السلطات الفرنسية في ملف سعداني أكثر مما أقلق سعداني نفسه!بلخادم أيضا قد يكشر عن أنيابه هو الآخر إذا ما تحرك لوبي المال الفاسد. وقد تنقلب الأمور رأسا على عقب ضد ولد عباس ومن يقف وراءه إذا حسمت الأمور في الانتخابات لصالح المال الفاسد، كما جرت العادة من قبل. السلطة الفعلية وأذيالها في السلطة التشكيلية قد لا تستطيع المغامرة والمقامرة بفتح النار على المال الفاسد في هذا الظرف الصعب اقتصاديا، كيلا تدخل البلاد فيما لا تحمد عقباه.. لكن حتى إنجاز انتخابات بالمال الفاسد مرة أخرى قد يعجل بكوارث لا يتصورها عاقل!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات