عندما تنجح الحكومة في إفشال برنامجها؟!

+ -

يتساءل الرأي العام عما حدث بين سلال وحداد حتى تحدث هذه المهزلة؟! فسلال كان طوال السنوات الأخيرة لا يتحرك في الداخل والخارج إلا ومعه حداد! حتى قيل: إن عراب حكومة سلال هو حداد!لاحظ الجميع تقارب المستوى السياسي والثقافي بين الرجلين إلى حد كبير..!سلال قال في الحملة الانتخابية الأخيرة لرئاسيات بوتفليقة: من حق الشباب الجزائري الذي استفاد من قروض مؤسسة تشغيل الشباب أن يتزوج بهذه القروض... والهدف هو حل عنوسة الشباب الجزائري وبصفة خاصة الشابات.!وتطويرا لهذا البرنامج الذي أدرجه سلال من ضمن نقاط برنامج الرئيس للرئاسيات... تطويرا لهذا قام حداد بدعوة الصينيين إلى المجيء للجزائر للعمل والزواج من الجزائريات... وقال هذا الكلام وهو في صحبة الوزير الأول سلال خلال زيارته للصين.حداد أيضا دعا الأفارقة للاستثمار في الجزائر في ملتقى لرجال الأعمال الأفارقة، وهم من النوع الذي يمكن أن يستثمر في الجزائر ولا يستطيع أن يدفع ثمن تذكرته للحضور وتدفعها له الجزائر، إضافة للإقامة..! هذا هو مفهوم الاستثمار الإفريقي في الجزائر عند أمثال حداد وسلال.!الطريف في الموضوع أن رجل أعمال مهما من هؤلاء الذين حضروا إلى الجزائر، وهو مدير عام لموقع تواصل إعلامي اجتماعي على الأنترنات، لم يعجبه ما كتبته الصحافة الوطنية في موضوع “هوشة سلال وحداد” في الملتقى، فقام هذا المستثمر بحشر أنفه في موضوع ما حدث، وأعطاه حداد الكلمة لينتقد الصحافة الجزائرية وينتقد موظفة وزارة الخارجية التي قال حداد أنها تسببت في الأزمة!وقال هذا المستثمر أنه أوجد لهذه “المخلوقة” عريسا لفك عقدتها! وبذلك اتضحت الصورة كاملة لمحتوى هذا الملتقى ونوعية الاستثمارات التي سيفتحها، أي أن حداد وحكومة سلال لم تخرج من حكاية الاستثمار الأجنبي في البحث عن العرسان للجزائريات؟! والحكومة فرحة لأنها نجحت في إفشال الاجتماع.. (يا سعدنا)! الصحافة الملهوفة بكشف المستور في هذا الموضوع كشفت أيضا حكاية العراك بين وزارة الخارجية وحداد والحكومة حول موضوع التمويل للاجتماع. بالتالي، موضوع من له الحق في أن يرأس الملتقى. وقد أمرت الحكومة مؤسسات الدولة بتمويل الاجتماع.. وقد وصل الخلاف بين منظمة أرباب الأعمال والحكومة إلى رئاسة الجمهورية التي تولت الفصل لصالح الحكومة، وهو ما لم يعجب حداد وجماعته. فقاموا بالسطو على أشغال الملتقى وانسحبت الحكومة.! وكأن الاجتماع يجري في دولة أجنبية.!تصوروا الحكومة تقود البلاد وتنسحب من اجتماع لأن منظمة غير حكومية أهانتها.! أليس حداد على حق حين يقول: أن هذه الحكومة تستحق أن تطرد من الحكم وليس من القاعة فقط!ولا تسألوا كيف ستواجه هذه الحكومة الدول الأجنبية خارج البلاد إذا كانت غير قادرة على مواجهة هلفوت مالي في داخل البلاد! بالفعل نجحت الحكومة في إفشال الاجتماع فوق أرضها في سابقة خطيرة عندما تسمع بها الحكومات الأجنبية تضحك. حكومة تفشل اجتماعا فوق أرضها لأنها لم تستطع السيطرة عليه وتحوله من اجتماع اقتصادي إلى اجتماع رقص وزواج[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات