هل يخنزر البارونات سوق البطاطا من جديد؟!

+ -

كل الناس تعرف أن القضاء على أزمة البطاطا في الجزائر كان الفضل فيه للمرحوم قاصدي مرباح، الذي وضع في أواسط الثمانينيات خطة وطنية لإنتاج البذور التي كانت تستورد من الخارج بنسبة 100% فأصبحت تستورد بنسبة 40 %فقط.في عهد بومدين وفي نهاية 1979، حدثت أزمة البطاطا الأولى، وعالجت الحكومة الأزمة بالاستيراد وبيع البطاطا للفلاحين في سوق الفلاح! تصوروا الفلاح يشتري البطاطا المستوردة من سوق الفلاح! ويفرض عليه أن يأخذ معها الخردوات مثل “البيوش” والمدراة والشاقور! وفي أواسط الثمانينيات حدثت الأزمة الثانية للبطاطا، وتم استيرادها من إسبانيا وفرنسا. ولكن وزير الفلاحة مرباح وضع خطة حتى لا تتكرر الأزمة. ومنذ ذلك التاريخ لم تتكرر، لأن مرباح حل مسألة البذور جذريا، فأصبحت تنتج كليا بنسبة 60 % لكن الـ40% الباقية يسيطر على استيرادها أربعة بارونات، وتمكنوا منذ 3 سنوات من إحداث أزمة البطاطا التي جعلت البلاد تستورد من جديد بطاطا الخنازير من كندا لتصحيح وضع السوق.اليوم، البارونات الأربعة الذين يسيطرون على السوق بنسبة 40%، يريدون رفع نسبة سيطرتهم على السوق إلى 60% وعندها سيفعلون بالسوق ما كانوا يفعلون به من قبل. والوزير الحالي للفلاحة لا يبدي أية نية في ضبط هؤلاء، وبالتالي يضع مستقبل إنتاج هذه المادة الحيوية الاستراتيجية في خطر داهم.لتخليص منتجي البطاطا من سطوة عصابة الأربعة مستوردين للبذور، يجب أن تشجع الدولة الفلاحين الصغار بالانتظام في تعاونيات لإنتاج البذور لضمان الاستقرار في الإنتاج والاستقرار في السعر والسوق، وضمان عدم المضاربة من طرف البارونات، حتى لا ينخفض السعر بما يدمر الفلاح الصغير، ولا يرفع السعر بحيث يدمر المستهلك.يجب أن تنتبه الدولة لحكاية التوسع في الإنتاج الصحراوي لمادة البطاطا، وتدعم وتوجه هذا الإنتاج بواسطة المكننة وعصرنة أساليب الري، ودعم الصناعات التحويلية المرتبطة بهذا المنتوج في الصحراء، ودعم شبكات التسويق والتصدير مادامت البطاطا صحراوية.. وهي أجود أنواع البطاطا في العالم وليس في الجزائر فقط !يجب إعادة الاعتبار لسمعة البطاطا الجزائرية في العالم كما كانت قبل 50 سنة إلى جانب قرنون سيڤ المشهور وزيت الزيتون القبائلي والكرموس المجفف لمنطقة القبائل ودڤلة نور البسكرية وتومسون بوفاريك، ويوسفي سكيكدة والغرب.يجب الدفع بمؤسسات الدولة العاملة في حقل الإنتاج الفلاحي إلى المنافسة مع الخواص غير الاحتكاريين في عالم الإنتاج وإنتاج البذور تحديدا.ما يجري هذه الأيام في أوساط المنتجين لمادة البطاطا وبذورها ينذر بكارثة يتسبب فيها بارونات الاحتكار الأربعة، أو ما يسمى بعصابة الأربعة الذين يمارسون المضاربة على مرأى ومسمع الحكومة، وقد يصل الأمر إلى “إنتاج” أزمة بطاطا جديدة كما حدث قبل سنوات، وعندها سنجد أنفسنا نستورد بطاطا الخنازير مرة أخرى! ولكن هذه المرة لن نجد دولارات البترول لاستيراد بطاطا الخنازير.. يجب التوقف عن خنزرة الفلاحة حتى لا نستورد مرة أخرى بطاطا الخنازير[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات