+ -

الفقية والراقي السياسي الجهبذ أبو جرة سلطاني وجد فتوى رائعة للسلطة في موضوع مقاطعة الانتخابات... فتوى تكتب بالإبر على أماقي البشر..!قال أبو جرة إن من يقاطع الانتخابات من الأحزاب المعتمدة كالتاجر الذي له سجل تجاري ويمارس التجارة الموازية! وهو تشبيه بليغ في مبناه ولكنه بليد في معناه... فالرجل مختص في الأدب ويعرف بالتدقيق أن التشبيه يجب أن يكون بليغا كلما كانت هناك قرائن قوية بين المشبه والمشبه به... لكن يبدو أن أبو جرة يعرف الأدب ويمارس قلته في التعبير!القانون يا أديبنا السياسي لا يعاقب المقاطع للانتخاب، لأن المقاطعة فعل سياسي يكفل الدستور حمايته للمواطن... لكن ممارسة التجارة الموازية فعل غير قانوني يقع تحت طائلة القانون... وممارسة التجارة في الانتخابات أشد خطرا لأنها تزور إرادة الأمة بأكملها، وقد تصل عقوبتها إلى الخيانة العظمى في دولة المؤسسات يا سيادة وزير الدولة..!هل تشعر بالراحة السياسية وأنت تقول للناس إن التزوير ليس عذرا كافيا لمقاطعة الانتخابات؟ قد يكون الأمر كذلك بالنسبة لك، لأنك ما كنت لتصل إلى رتبة وزير دولة مباشرة لولا التزوير الذي مارسه حزبك مع السلطة؟! وبالسلطة في أواسط التسعينيات التي سطع فيها نجمك السياسي من راق إلى مشارك في التزوير لإنقاذ الدولة!؟ هل يمكن أن تفسر لنا كيف لم يحصل حزبك على مقعد واحد في انتخابات 1991، وبعد ذلك بأربع سنوات فقط يحصل حزبك على قرابة 70 مقعدا في عملية التزوير الشهيرة التي جاء فيها الأرندي قوة سياسية أولى في البلاد؟مثل هذا التزوير هو الذي أعطاك القوة في أن تعتبر التزوير ليس مشكلة في البلاد، فلو لم يكن التزوير مشكلة، فلماذا دسترة اللجنة المشرفة على الانتخابات.. هل باستطاعتك أنت أو أي مسؤول آخر في الأحزاب وهيئة مراقبة الانتخابات أن يقنعنا بأن قوة دربال السياسية أقوى من قوة المرحوم صوت العرب (صالح بوبنيدر) في حكاية الإشراف على الانتخابات... دربال الذي باع حزبه مثلما بعتم أنتم حزبكم في 1999 لقاء مقعد هامشي في حكومة، هل بإمكانه أن يعارض من عيّنه في هذا المنصب ويمنع حزب الأفالان الذي يرأسه الرئيس والحكومة من أن تزور الانتخابات... الفساد أيضا ليس سببا لمقاطعة الانتخابات، فقد رفعت شعار "فساد قف"، ولكن الذي حصل هو أنك أنت الذي توقفت.. دعني أقول لك بكل صدق إن الأرسيدي والأفافاس هما فقط بإمكانهما القول بأن التزوير لا يبرر المقاطعة.. لأن منطقة القبائل بفضل هذين الحزبين أصبحت محررة من التزوير...ولذلك فالمقاطعة ليس لها أي مبرر هناك.. أما بقية الأحزاب فالتزوير شغال وأحسنهم من يضمن "الكوطا".

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات