غضب الحمير من رفع الدعم عن الشعير!

+ -

هل شاهدتم مرة عربة يجرها حمار اصطدمت مع عربة حمار آخر كما يحدث بين العربات (السيارات) التي يقودها البشر وتُخلف هذه الاصطدامات مجازر ضد الإنسانية تعاقب عليها المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، لأنها عمليات ترقى إلى “جرائم حرب”؟يُقتل في جرائم الطرقات في الجزائر قرابة 4 آلاف مواطن بسبب عدم احترام البشر الذين يسوقون العربات قانون المرور البشري الذي هو بالتأكيد متخلف جدا عن قانون المرور عند الحمير التي تجر “الكريطات”!الطريف في الموضوع أن إعلامنا أصبح يطلق على عمليات القتل الجماعي في الطرقات عبارة “إرهاب الطرقات”! ولم يبق سوى أن يدعو الإعلام إلى محاربة إرهاب الطرقات هذا بواسطة الباتريوت ومجموعة “الرجال الواقفون” كما حدث مع الإرهاب العادي.بالأمس شاهدت “صرعوفة” من الحمير تقطع طريقا عاما مليئا بالسيارات في شكل مظاهرة.. سألت صاحبها وكان شابا في العشرينيات من عمره عن سر هذه المظاهرة بهذا العدد الهائل من الحمير في الطريق العام، فقال لي “إنها مجموعة من الحمير ذاهبة إلى تنظيم تجمع احتجاجي على رفع الدعم عن الشعير!”، فقلت له “أسعار الخبز أرخص من أسعار الشعير، فلماذا لا تأكل الحمير الخبز بدل الشعير؟ خاصة أن الشعير لم يعد طعام الحمير، بل أصبح طعام بعض الأغنياء يحاربون به التخمة”.وزارة المياه قالت إن الحكومة تريد رفع سعر الماء لأن لتر الماء يكلف الشركة 70 دينارا لكنها تبيعه للمواطن بـ6 دنانير للتر الواحد، أي أن ماء الحنفية أغلى من الماء المعدني بمرة ونصف.! فلا تتعجبوا إذا قيل لكم إن طعام الحمير، وهو الشعير، أغلى من طعام البشر في بلادنا.ذات يوم زار وفد فلاحي أمريكي الجزائرَ لدراسة إمكانية الاستثمار في الفلاحة، وعندما لاحظ أن سعر الماء المعدني أعلى من سعر البنزين في الجزائر عاد الوفد أدراجه وقدم تقريرا لمسؤوليه في أمريكا قائلا لهم “إن هذه البلاد لا يحكمها المنطق”، ولذلك كتب أحد المسؤولين في السفارة الأمريكية بالجزائر قائلا “إن الجن الأزرق لا يعرف ما يحدث في الجزائر”، ومن هنا ليس غريبا إذا تظاهر الحمير أمام البرلمان احتجاجا على رفع الدعم عن الشعير، والمهم أن لا ترفع الحمير من سقف مطالبها، لأن الحزب الحاكم الذي ينشئ قناة تلفزية “أوفشور” ليشرح بها برنامجه السياسي الانتخابي للشعب الجزائري، مثل هذا الحزب يمكن أن تحتج عليه الحمير لرفع نوابه الدعم عن الشعير!اللهم ارحمني بـ “صكة” من حافر حمار غاضب على سوء التسيير!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات