+ -

شيئان غريبان يحدثان في الجزائر منذ سنوات... مصالح الأمن والدرك والجيش تحجز القناطير المقنطرة من المخدرات ولا نعرف بالتحديد من هم بارونات هذه الكميات من المخدرات المصادرة... ولا نعرف بالتحديد من أين جاءت! لأن ذلك قد يعد سرا من أسرار الدولة، كتمانه عن الرأي العام من لزوم مكافحة المخدرات!وكل يوم أيضا تطالعنا الصحف بمصادرة الجيش والدرك والأمن لكميات كبيرة من الأسلحة الحربية الجديدة والمتطورة وبكميات ونوعية مخيفة.. حتى صواريخ ”غراد” المرعبة. ولكن لا نعرف كيف دخلت هذه الأسلحة إلى التراب الوطني ومن أدخلها وأين هو الآن.. لأن مصالح الأمن تعرض على الرأي العام الأسلحة ولا تعرض الفاعلين.. ربما لأسباب أمنية أيضا...! وهناك عدة احتمالات:1- قد يكون الإرهابيون الذين أدخلوا هذا السلاح الحربي المتطور إلى الصحراء الجزائرية ودفنوه في الرمال وعثر عليه الجيش دون العثور على الإرهابيين قد جلبه الإرهابيون الجزائريون ثم رحلوا إلى الخارج بعد أن شدد الجيش عليهم الخناق، وبالتالي هم ينتظرون الفرصة للعودة من الخارج واستخدام هذا السلاح المدفون في الرمال.. وهذه الفرضية تجعل وجود هذا السلاح غير ذي جدوى أمنية في الوقت الحاضر مادام أصحابه خارج الوطن! ولعل هذا هو السبب الذي جعل مصالح الأمن والجيش تشدد على ضرورة مكافحة الإرهاب باليقظة على الحدود. ومن هنا، فإن ملاحقة هؤلاء خارج الوطن تصبح مسألة حيوية. تماما مثل حيوية ملاحقة أصحاب أطنان المخدرات التي تـأتي من خارج الوطن ولا نعرف أصحابها ولا مصدرها... ولا أين ستتجه هذه السموم... مثال ذلك حكاية الـ60 قنطارا التي يحقق فيها قضاء الجزائر الآن على هامش قضية ”إسكوبار الجزائر”.2- الإرهاب الذي يسلم سلاحا حربيا بهذه الكمية وهذه النوعية إلى الجيش هو إرهاب غبي يسلح الجيش الجزائري بهذا السلاح دون أن يشعر بما يقوم به! وهنا نتساءل إذا كان الإرهاب بهذا الغباء في تضييع السلاح الذي يحصل عليه بشق الأنفس، فلماذا بقي هذا الإرهاب ينشط في بلادنا 25 سنة كاملة دون أن نتمكن من القضاء عليه؟!3- سوء التسيير الأمني لملف الإرهاب والمخدرات على الصعيد الإعلامي ليس أسوأ منه سوى سوء التسيير السياسي والاقتصادي الذي تقوم به الحكومة! سلال يذهب في حملة انتخابية عبر الولايات شبيهة بالحملة التي تمت قبل رئاسيات العهدة الرابعة.4- حملة سلال الانتخابية هذه، ستكون أسوأ من حملة شكيب خليل لتبييض نفسه عبر الزوايا المشبوهة، ففي 1990 حاول الشاذلي بن جديد استعمال الزوايا لتقليم أظافر ”الفيس” الصاعد سياسيا، فكلف ”تورينغ كلاب” باستدعاء رؤساء الزوايا إلى سيدي فرج وإكرامهم بمال من الدولة عبر ”تورينغ كلاب”، ولكن أحد أعضاء الزوايا النزهاء فهم القصد من هذا السخاء الحكومي، فقال لمدير ”تورينغ كلاب”: أنا لن أعود إلى هنا مرة أخرى، لأنكم سياسيا ”تورينغ كلاب”، وعندما تصبحون سياسيا ”تورينغ بشر” وليس ”كلاب” سأعود إليكم. هذه حالنا البائسة منذ ربع قرن.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات