+ -

تميّز الصالون الدولي للسيارات في طبعته السابعة والذي تزامن مع عطلة الربيع المدرسية بكثرة الإقبال مع تراجع في المشترين، ليجمع من تحدثنا إليهم من وكلاء السيارات أن السبب يكمن في تراجع قيمة صرف الدينار الجزائري، مقابل الدولار الذي سجل ارتفاعا على مستوى السوق العالمية، ما جعل من صالونهذه السنة فرصة للتنزه والفرجة والتقاط الصور أمام السيارات الفارهة.رغم التخفيضات التي تتراوح بين 50 و200 ألف دينار جزائري التي اقترحها مجموع وكلاء السيارات العارضين بالصالون الدولي للسيارات لهذه السنة، والتي كانت معروضة بالبنط العريض قصد إغراء الزوار، إلا أن ما ميّز صالون هذه السنة هو التراجع الملحوظ في المبيعات.إجماع على ارتفاع الأسعار وتراجع في اقتناء سيارات جديدةأجمع غالبية من تحدثنا إليهم من زوار معرض السيارات الدولي لهذه السنة على الارتفاع الملحوظ لأسعار السيارات مقارنة بتلك التي عرضت السنة الماضية، حيث أكد لنا محمد الصالح الذي كان رفقة ابنتيه أنه قصد المعرض طلبا في اقتناء سيارة جديدة كان يظن أن سعرها في حدود قدراته المالية، يقول: “لكنني تفاجأت بأسعار جدّ مرتفعة جعلتني أتراجع تماما عن فكرة تغيير سيارتي القديمة”، وهو ما قاسمه إياه عدد من زوار المعرض، مشتكين من الزيادات الملحوظة التي وقفوا عليها هذا العام، ليقول كريم، إطار بإحدى الشركات الخاصة، “قررت أن أقتني سيارة رباعية الدفع اطلعت على سعرها السنة الماضية ضمن المعرض السابق ولم يكن يتجاوز الـ180 مليون سنتيم، لأتفاجأ بأنها عرضت هذه السنة بمبلغ 210 مليون سنتيم، وهو ما لم أستسغه”، ليتابع قائلا عن التخفيضات التي اعتمدت هذه السنة إنها “لمجرد ذرّ الرماد في العيون لأنه لا أساس لها من الصحة”، حيث إنه في الوقت الذي “أعلن فيه وكلاء السيارات عن تخفيض 100 ألف دج مثلا من سعر سيارة ما، سجلت ذات المركبة زيادة بنسبة 25 بالمائة مقارنة مع سعر العام الماضي، “فأين هي التخفيضات التي اعتمدوها ؟”، يقول المتحدث. سؤال تقربنا به لبعض وكلاء السيارات مستفسرين عن ارتفاع أسعار هذه السنة، ليوضح السيد بلال لكحل عيّاط، مكلف بالمبيعات لدى شركة “تويوتا”، أن ذلك راجع لارتفاع قيمة الدولار “ونحن نشتري سياراتنا بالدولار وهو ما يفسر ارتفاع ما عرضناه هذه السنة من سيارات جديدة، لكن هناك سيارات مازالت أسعارها مثلما كانت عليه قبل انهيار الدينار الجزائري”، ليوافقه الرأي والتحليل مسؤول مبيعات مؤسسة “نيسان” للسيارات، السيد ياسين بن عطا الله، الذي أكد على تراجع المبيعات هذه السنة، رغم أن مبتغاهم كوكلاء سيارات بطبيعة الحال هو البيع، مشيرا إلى أن تراجع قيمة صرف الدينار الجزائري وراء ما يحصل، خاصة أن بعض السيارات المعروضة بالصالون سجلت زيادة بنسبة 25 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية.سكنات “عدل” والاستثمار في العقار سبب العزوفأجمع كل من التقيناهم بصالون السيارات، سواء من الزوار أو وكلاء السيارات، على أن تلقي عدد كبير من الأسر، وكذا الشباب الجزائري لاستدعاءات قصد الاستفادة من سكنات “عدل” أو السكنات الترقوية العمومية، جعل الكل يدّخر ما عنده من مال تحسّبا لدفع الأقساط، خاصة أن النوع الثاني من السكنات أقساطه مرتفعة، ليؤكد لنا أحد التجار الذي كان رفقة صديق له في زيارة للمعرض، أنه جاء فقط بدافع الفضول وأنه يفضل الاستثمار في شراء عقار عوض اقتناء سيارة بالأسعار المعروضة، خاصة أن منها ما عرض بسعر مليار سنتيم. ونشير إلى أن تزامن المعرض مع عطلة الربيع المدرسية جعل منه قبلة للعائلات رفقة أبنائها، خاصة القادمين من المدن الداخلية والذين هم في زيارة للعاصمة، ناهيك عن الثانويين من الشباب المهوس بالسيارات والذين قدموا لرؤية الجديد منها وأخذ صور تذكارية لا غير. كما شهدنا انتعاش نشاط أصحاب الأكل السريع، الذين اغتنموا الفرصة لعرض مختلف الأكلات التي تهافت عليها الزوار خاصة الأطفال منهم، ليتحول محيط المعرض إلى فضاء للعب والمرح صنعته ضوضاء التشهير للسيارات الجديدة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات