+ -

الأشقاء في تونس أعطوا درسا للحكومة الجزائرية في كيفية احترام المؤسسات الدستورية للبلاد، فقد طلب العديد من رجال السياسة والثقافة والإعلام في تونس توضيحات من الحكومة التونسية، بخصوص تعامل الحكومة الجزائرية مع رئيس حزب النهضة في تونس (الغنوشي)، في موضوع وساطة الجزائر وتونس لحل الأزمة في ليبيا! وقال التوانسة: كان على الحكومة التونسية والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن يلفت انتباه المسؤولين الجزائريين بأن تونس عندها حكومة وعندها رئيس وعندها وزارة خارجية ينبغي التعامل مع هذه الجهات الرسمية لحل المشاكل الجهوية والبينية في علاقات البلدين، وأن لا تلجأ الجزائر إلى استعمال زعيم حزب تونسي بديلا للمؤسسات الرسمية لتونس، مهما كانت قيمة هذا الحزب في تونس، وأن العلاقات الخاصة بين الغنوشي ومسؤولين جزائريين لا ينبغي لها أن تحل محل العلاقات بين المؤسسات الرسمية للدولتين.الملاحظة التونسية في العمق السياسي الدستوري.. فالأشقاء في تونس يبنون مؤسسات بلدهم الدستورية ولا يقبلون بأن يعبث بها أي كان. وبالفعل، أحست السلطات الجزائرية بفداحة الخطأ، فقام مصدر دبلوماسي جزائري بتصحيح الخطأ بتصريح قال فيه إن أويحيى زار تونس وقابل المسؤول الليبي في بيت الغنوشي بصفته رئيس حزب، وليس بصفته مدير ديوان رئاسة الجمهورية.. رغم أن أويحيى سبق له أن سرّب محتوى الزيارة هذه على أنها عمل جليل من الجزائر لحل المسألة الليبية! مثل هذه الممارسات هي التي جعلت الدبلوماسية الجزائرية غير محترمة في المنطقة وفي العالم، لأنها دبلوماسية (شخصية) ولا تتم من طرف المؤسسات الدستورية للدولة. هذه الدبلوماسية هي التي أوصلت حالة البلاد إلى هذا الوضع الذي أصبحت فيه العلاقات الخاصة للأشخاص تحل محل المؤسسات في ممارسة السياسة الدبلوماسية، فليس من الصدفة أن يحمل المغني، الشاب خالد، رسالة رسمية من الجزائر إلى الملك المغربي! وليس من الصدفة أن يتحدث الشاب مامي عن صحة رئيس الجزائر في باريس، ويتحدث عن ذلك مكان وزراء الإعلام والصحة وحتى الخارجية، الذين من صلاحياتهم مثل هذه الأمور!حدثني صديق تونسي أن سفير الجزائر في تونس قال للباجي قائد السبسي بصلافة دبلوماسية إن الرئيس بوتفليقة غاضب عليك، بخصوص تصريحاتك أثناء زيارتك لأمريكا.. فرد عليه الباجي: أعرف الرئيس بوتفليقة ولا يمكن أن يغضب علي لأنه يعرف تفكيري وأعرف تفكيره، والذين غضبوا هم محيطه الذي أبلغك بهذا الكلام غير اللائق دبلوماسيا.خلاصة القول في كل هذه الممارسات هو مدى العبث بالمؤسسات في الدولة الجزائرية، وتجاوزها في العلاقات بين الدول، إلى حد أن هذه الممارسات أصبحت تمس بالمصالح العليا للبلاد.حكاية علاقة الغنوشي بالرئاسة الجزائرية في موضوع ليبيا هي درس من الأشقاء في تونس للجزائريين مفاده: إذا كنتم لا تحترمون المؤسسات الدستورية في بلدكم، فهذا شأنكم، ولكن يجب عليكم أن تحترموا المؤسسات الدستورية لتونس، لأن تونس تبني مؤسسات دولتها خطوة خطوة ولا تقبل العبث بها.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات