+ -

كتب لي أحد القراء مقترحا حلا لأزمة الحليب في الجزائر، وقدم اقتراحا وجيها جدا في هذا المجال... فقال لي إنه ينبغي أن توجه أموال أجور نواب البرلمان إلى شراء الأبقار الحلوب عوض صرف هذه الأموال على برلمان ليس فيه أمل حتى في حل مشكلة “صاشيات” الحليب!سعر بقرة الحليب يعادل 300 ألف دينار، وأجرة النائب الواحد في الشهر حوالي 300 ألف دينار... ومعنى هذا الكلام أن تكاليف أجور النواب الـ462 يمكن أن توفر للبلاد حوالي 27720 بقرة حلوب في خمس سنوات، وعلى فرض أن البقرة الواحدة تنتج 20 لترا يوميا، فإننا سنصبح ننتج ما مقداره 554.400 لتر يوميا، وإذا أخذنا بعين الاعتبار تضاعف هذا الرقم من الأبقار في 5 سنوات، فإننا نكون أمام إنتاج ملايين اللترات من الحليب في 5 سنوات! وإذا اعتبرنا أن ما يصرف على الموظفين في البرلمان وعلى وزارة العلاقات مع البرلمان يقارب هذا الرقم أيضا، فإننا سنكون أمام توفير إنتاج 600 ألف لتر حليب طازج.. وإذا وسعنا العملية إلى مجلس الأمة فإننا سنكون أمام إنتاج حوالي مليون ونصف المليون لتر حليب في اليوم.. ولا أتحدث عن اللحوم الحمراء التي نستوردها مجمدة الآن.أكثر من هذا وما لا يعرفه المواطن هو أن عملية انتخاب مثل هؤلاء النواب بالتزوير المبرمج يصرف عليه ما يعادل ما يصرف في 5 سنوات على البرلمان بغرفتيه... ومعنى هذا أننا إذا وفرنا أموال هذه العملية سنوفر مليون لتر حليب أخرى!والمؤكد أيضا أن لجنة دربال لمراقبة الانتخابات عدد أعضائها (410)، تقرر أن يأخذ كل واحد منهم ما قدره 36 مليون في الشهر طوال 5 سنوات! وهذا معناه ما يعادل ما يصرف على البرلمان... وتوفير مبالغ هذه اللجنة سيمكننا من توفير حوالي مليون لتر أخرى، أي سيصبح إنتاجنا من الحليب حوالي 3 ملايين لتر يوميا... وهي الكمية التي تفوق حاجة البلاد الآن ونستوردها بالعملة الصعبة!هذه حقائق وليست شطحة إعلامية... لأن البرلمان الجزائري الآن عبارة عن مؤسسة غير ذات جدوى بسبب استبداد الجهاز التنفيذي بالتشريع، وبسبب إنهاء حالة الرقابة لمؤسسة البرلمان على أعمال الحكومة! وقد كنا في عهد بومدين بلا برلمان وكان التشريع في صالح التنمية أفضل مما هو الآن، وكانت تقوم به الحكومة كما تقوم به اليوم.الحوكمة في تسيير الشأن العام تعني إلغاء كل ما هو غير ضروري، ومادام البرلمان بصورته الحالية غير ذي جدوى، فإن المصلحة الوطنية تقتضي إلغاءه... واستبداله بما اقترحه هذا القارئ الفطن.. لأن العبرة في تعريق النون وليس في سحنون؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات