+ -

كل مرة تتحدث وزيرة التربية، بن غبريت، عن ظاهرة العنف في المدارس، يحدث زلزال في الرأي العام لغرابة الحلول التي تقدمها الوزيرة في هذا السياق!منذ أيام قالت إنها ستحارب العنف في المدارس بالتعاون مع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية... وأنها عقدت اتفاقية بين وزارتي الدفاع والتربية لمحاربة العنف في المدارس! ولسنا ندري كيف تحارب وزارة الدفاع العنف في مدارس بن غبريت؟! ربما بإرسال الدبابات لتحرس التلاميذ في المدارس كي لا يتشاجروا؟! أو ربما استعمال الطائرات الحربية والصواريخ لحراسة التلاميذ!بالأمس قالوا لنا إن الامتحانات، كي لا يتم فيها الغش، يجب أن تحرسها الشرطة والجيش! واليوم يقولون لنا إن منع العنف في المدارس يجب أن يتم عبر تركيب كاميرات لمراقبة التلاميذ! والمصيبة أن أولياء التلاميذ يباركون هذه الخطوة من وزارة التربية لحماية أبنائهم! فعوض أن يربي الأولياء والوزارة التلاميذ كي لا يذهبوا إلى العنف، راحوا يدعون إلى استعمال الجيش والشرطة واستيراد الكاميرات من الخارج بالعملة الصعبة لمراقبة قلّة تربية التلاميذ! هل هذه وزيرة.. وهل هؤلاء أولياء؟!بلد يجد صعوبة في استيراد الدواء للمرضى ووزيرة تربية لا تجد حرجا في استيراد الكاميرات لمراقبة التلاميذ كي لا يتشاجروا؟! أي بؤس هذا الذي أصاب البلد حتى أصبحت البلاد تحارب العنف بعنف أشد؟!نعم.. العنف ينتهي من البلاد عندما ينتهي تعيين أمثال هؤلاء الوزراء بواسطة القرارات “العنيفة” التي لا تستند إلى الكفاءة المهنية أو السياسية! سينتهي العنف من البلاد عندما ينتهي التعامل مع الأساتذة في الجامعات بالهراوات... أو ينتهي التعامل مع الاحتجاجات في الشوارع من طرف الشعب الغاضب باستعمال القنابل المسيلة للدموع عوض الحوار السياسي!سينتهي العنف في الملاعب عندما ينتهي رئيس الفاف من تهديد الناس بأنه يحظى بدعم الرئيس وليس بدعم كفاءته أو الرجال الذين يؤطرون هذه اللعبة! سينتهي العنف من الحياة الجزائرية عندما يكف السياسيون عن ممارسة العنف اللفظي ضد هذه الأمة وتزوير إرادتها في الانتخابات بالقوة الغاشمة!أليس هذا عنفا أفظع من عنف شجار التلاميذ بالسكاكين في المدارس.. لست أدري؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات