+ -

منذ أيام قليلة، هتف لي صديق مقيم حديثا بالعاصمة، ومما جاء في حديثه أن أحد النافذين في حزب سياسي دعاه إلى تحضير ملف لإدراجه في قائمة الحزب بالعاصمة، ووعده أن يكون ترتيبه ضمن الأوائل بالقائمة رفقة قيادات ووزراء، بل أردف له مؤكدا أن مكانته بقصر زيغود يوسف مضمونة سلفا.صديقي الذي يحترمني ويستشيرني في مثل هذه الأمور، طلب مني رأيي في الموضوع، علما أن هذا الصديق رجل مال ومن كبار رجال استيراد وتصدير المعدن النفيس بالأوراس، وما أدراك ما هذه الحرفة بالأوراس. صديقي حديث الإقامة بالعاصمة سوف يصبح برلمانيا وفي لمح البصر، الرجل يعترف بأن معلوماته في السياسة والقانون هزيلة جدا.لكن السؤال المطروح، الرجل النافذ وعده بترتيب متقدم ومضمون، بل مقعده في البرلمان جاهز، وليتخيل نفسه من الآن نائبا، وسوف يجد نفسه أمام الوزراء وكبار القوم في الدولة.. الطريق مفتوحة على مصراعيها. صديقي عندما أراد أخذ مشورتي هو فقط يريد أن أعلق على ذلك، فالرجل صاحب مبادئ فهو ابن مجاهد ومن منطقة مجاهدين بحيث لا البيع ولا الشراء في المبادئ. الرجل النافذ يريد... ماذا يريد؟ ليس من أجل هذا الشاب الناجح القادم من أعماق الأوراس في أن يجعل منه رجلا سياسيا من أجل جماله أو عيونه الزرقاء.لا... إنهم يريدون (الشكارة) الرجل النافذ يعتقد أن الشاب أبله وغبي وسوف ينساق إلى وعوده حتى ولو كانت صادقة، بل أجابه: سيدي.. أقدر فيكم عمق المحبة والمودة والشكر على العرض المغري الذي تفضلتم به، لكن مبادئي تقف أمام الرغبات التي تتعارض معها.الأخ سعد.. إنهم يريدون الشكارة ويدعون النقاء والصفاء؟ابن الأوراس: صالح بلباشا

* السلطة عندها حكومة وعندها نقابة وعندها رجال المال، ويجتمع الثلاثة في الثلاثية. السلطة تسهر على تشبيب الحكومة من حين لآخر بإدخال وزراء شباب جدد تتوفر فيهم الشروط الثلاثة:الشيتة لتجديد دم الحكومة في هذا المجال، وتفعل الشيء نفسه في النقابة السلطوية، ومؤخرا أصبحت تفعل الشيء نفسه في “الباترونة” لضمان بقاء مثلث التيه السياسي والاقتصادي للجزائر قائما، ولهذا تصطاد السلطة الخفية من حين لآخر شبابا من الوسط المالي الناجح لتلويثه بالسياسة.. لا تتعجب يا صالح مما قاله لك صديقك.. لأن الترشيح لا يتم بالكفاءة والنضال في أحزاب الحكم والمعارضة على حد سواء.. لهذا فالعملية أقرب إلى التعيين منها إلى الانتخاب. لاحظ أن السلطة في السنوات الأخيرة أصبحت تمارس سياسة تلويث من هو غير ملوث وناجح ليصبح الفساد له شعبية واسعة.. وحيث يوجد المال قد يوجد الفساد.. فلا تتعجب من وجود أحزاب تروّج لبرلمان المال!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات