+ -

تابعت الندوة الصحفية التي عقدها مدير عام الحريات بالنيابة في وزارة الداخلية، ورفيقه المفتش العام بنفس الوزارة.. كانت الندوة الصحفية حول الترتيبات التي تمت لإجراء الانتخابات التشريعية القادمة... وتابعت أيضا وقائع الثلاثية التي جرت بين الحكومة والنقابة ورجال المال.أصدقكم القول أنني أحس بالإحباط.. فقد شاهدت، مثل ملايين الجزائريين، كيف تحدث إطارات الداخلية بمستوى عال في الملف الذي عالجوه مع الصحافيين، وكيف كان هؤلاء على درجة عالية من التمكن والتحكم في الملف، في حين شاهدنا كيف كان الوزراء وقادة النقابة ورجال الأعمال مثل “العڤاڤن” وهم يناقشون أخطر الملفات المطروحة على البلاد، ورداءة ما يقولون، لغة وتحكما في الملفات، وكأنهم يتحدثون إلى الجزائريين بـ”الشينوية”..!بلادنا فعلا في محنة، لأن الشباب المتمكن كفاءة ولغة، مثل الذي شاهدناه في وزارة الداخلية، لم يصل بعد إلى مراكز المسؤولية والقرار في معالجة الملفات الخطيرة... وما يزال يرأسهم الذين يحسنون فقط توزيع الرداءة على السامعين!المقارنة بين ما قاله شباب الداخلية وما قاله أعضاء الحكومة في عنابة، يعطينا الدليل القاطع لماذا الأمور في البلاد لا تسير كما يجب؟!المصيبة أن مدير الحريات في وزارة الداخلية وزميله المفتش العام ربما لا يزالان تحت التربص كمديرين بالنيابة، لأن كفاءتهما لا تسمحان لهما بتولي المنصب بصفة كاملة، وقد تكون الجهات “العڤونة” والرديئة في الوزارة والحكومة تبحث عن رداءة و”عڤون” لتعيينه على رأس هؤلاء الشباب الذين أبهروا المشاهدين بكفاءتهم وتمكنهم من الملف الذي يعالجونه مع الصحافة.البلاد فعلا في محنة، ليس لأنها أضاعت 800 مليار دولار، بل هي كذلك في محنة لأنها أضاعت ثروة من الشباب القادر على صناعة الجزائر الحديثة، من أمثال هؤلاء الذين شاهدناهم في وزارة الداخلية.. ولكن بؤس هذه السلطة هو أنها لا ترعى الكفاءات بل ترعى الرداءة!أعرف أن هؤلاء سيتعرضون إلى تصفية من مناصبهم، لأنهم أعطوا المثل الجيد في وسط لا يقيم وزنا للكفاءة.. أمثال هؤلاء الذين شاهدناهم في وزارة الداخلية يتواجدون في كل القطاعات، ولكن الجهاز الوطني للرداءة يكتم أنفاس هؤلاء في كل القطاعات.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات