+ -

حتى لو أن الرئيس بوتفليقة بكامل صحته، ولم يستقبل ميركل ووزير داخلية فرنسا ووزير خارجية إسبانيا، فإن طريقة إعلان الحكومة عن هذه الأمور، هو الذي رفع منسوب البلبلة في الرأي العام حول هذا الموضوع.ولد عباس قال، ذات يوم، كطبيب وليس كسياسي: “إن الرئيس سيقف على رجليه قريبا”، وهو تصريح مضحك من هذا المهرّج السياسي، أساء إلى الرئاسة والرئيس أكثر مما نفعه! فهل يعقل أن يتحدث طبيب عن مرض الرئيس بطريقة حديث العجائز عن وليدها الحفيد “إنه سيمشي قريبا”!صحة الرئيس يا ناس مسألة عادية وليست سرا من أسرار الدولة، أخطر من سر ما يجري في عين وسارة! خاصة وأن مرضه يعرفه الأجانب أكثر مما يعرفه الجزائريون، فلماذا هذه الطريقة البائسة في التعامل إعلاميا مع قضية عادية جدا!سلال يقول للتوانسة: “الرئيس بخير ويقرئكم السلام”! والتوانسة فيهم من الفطنة ما يجعلهم يضحكون على ما يقوله الوزير الأول الجزائري!حتى الصحافة البائسة والوزراء التعساء قالوا: إن الرئيس يستقبل الرئيس الإيراني ووزير خارجية إسبانيا بعد حادثة إلغاء زيارة ميركل!فهل كان هؤلاء الوزراء وأشباه الصحافيين ملزمين بالحديث عما سيفعله الرئيس في المستقبل، وعندما لا يحدث ذلك تقع البلبلة في الرأي العام ويرتفع منسوب الإشاعات؟! أليس ممارسة الإعلام بهذه الطريقة عن الرئيس ونشاطه وصحته هي التي أزّمت الأوضاع لدى الرأي العام؟!لماذا لا يكون لنا، مثل خلق الله، ناطق رسمي باسم الرئاسة، يتحدث للناس عن هذه المسائل الحيوية بملفات الأطباء، ويسحب هذا التهريج الإعلامي والسياسي من هؤلاء المعتوهين، صحافة ووزراء ورجال السياسة، بخصوص موضوع صحة الرئيس! هل هذه البلبلة من طرف هؤلاء كانت مقصودة؟! ولماذا؟!التوانسة ما كانوا ليسألوا الوزير الأول عن صحة الرئيس لو كان الإعلام الرئاسي والحكومي قام بدوره على المستوى الوطني! من الذي جعل من قضية مرض الرئيس مادة إعلامية خصبة.. أليس الحكومة التي لم تحسن تسيير هذا الملف إعلاميا؟!هذا الارتباك الذي نسجله كل يوم في تصريحات المسؤولين حول مرض الرئيس، هو الذي أضر بالبلاد أكثر من حكاية مرض الرئيس نفسه! وأعطى الانطباع بأن الحكومة لا تتحكم في أي شيء، حتى ملف مرض الرئيس لا تتحكم فيه إعلاميا.. فهل أنتم منتهون؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات