+ -

هل يصلح العطّار ما أفسدته الأحزاب السياسية في قوائم المرشحين؟!لسنا ندري..؟! ولكن الأكيد أن اليد الخفية اختفت هذه المرة من ترتيب أسماء المرشحين في الأحزاب السلطوية... ولهذا جاءت هذه القوائم بهذه المهازل التي وصلت إلى حد الكوارث.اليد الخفية انسحبت من حكاية مراقبة الترشيحات في الأحزاب، بسبب الضجة التي قادها عمار سعداني باسم الأفالان ضد السلطة الفعلية في أحزاب السلطة، ولهذا كان الأفالان هو أول متضرر من حكاية عدم السيطرة على قوائم المرشحين. فحلت سلطة الفساد محل سلطة اليد الخفية، وعوضت سلطة “الكل فساد” سلطة “الكل أمني” في إعداد القوائم. وبانت عورة قيادات هذه الأحزاب أمام بريق المال... إضافة إلى ذلك، فإن الرئاسة، والرئيس تحديدا، لم يكن له أي دور في مسألة إعداد القوائم، لهذا جاءت هذه القوائم بهذه الصورة البائسة.. نواب خالدون في رؤوس القوائم... ووزراء يصدرون تعاستهم للناخبين بدعوتهم إلى التصويت عن فشلهم في قطاعاتهم، وبعض رجال المال يستبدون بقيادات الأحزاب بواسطة الشكارة ويحتلون المراتب الأولى في رؤوس القوائم.. وفيهم رائحة الثوم الفاسد الذي استورده هؤلاء لتسميم الجزائريين، وفيهم رائحة الشيفون المستورد الذي سرطنوا به الجزائريين... وفيهم تجار المخدرات الذين يشترون بأموال المخدرات الحصانة في البرلمان لعدة عهدات.الآن وزارة الداخلية تدرس هذه الملفات، فهل بإمكانها أن تصلح ما أفسده المال وقيادات الأحزاب؟! وهل بإمكان الداخلية أن تستعين باليد الخفية التي حاربها سعداني لإصلاح الأمور وتدارك الكوارث التي حدثت؟! لسنا ندري؟! لكن الأكيد أن اليد الخفية تحركت فعلا، لأن رائحة الفساد في القوائم أصبحت أكثر من روائح وادي الحراش قبل سنوات... والمعلومات الأولية تقول إن هناك أربعة تجار توقيعات للمترشحين هم الآن بالفعل في السجن بأمر من العدالة، لأنهم مسكوا متلبسين بالمتاجرة بالتوقيعات! وأن عناصر اليد الخفية ترتع بالفعل في بيت أمين عام الأفالان ولد عباس، وأن الحصانة في مجلس الأمة والبرلمان هي التي منعت رجال الأمن من تحويل النائب المتورطة وأبناء الأمين العام وحتى الأمين العام إلى العدالة... لكن ذلك لن يدوم، لأن حجم الجريمة كبير جدا ولا يمكن التستر عليه... فنفس المكان الذي كان يمجد فيه الرئيس أصبح اليوم ينتقد فيه نفس الرئيس...الأفالان الآن مرعوب من النتائج التي قد تتوصل إليها التحقيقات في مسألة بيع رؤوس القوائم، وانهيار حزب الرئيس مسألة واردة، لكن يمكن إنقاذ الحزب من هذا المصير المظلم إذا انتفض الأفالانيون في وجه عصب الفساد التي استبدت بالحزب ردحا من الزمن، وعصفوا بالرداءة التي تسيّر الحزب اليوم.. وقد تلعب اليد الخفية أيضا الدور المطلوب لعبه، سواء على مستوى العدالة أو على مستوى تصحيح المسار.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات