+ -

حكاية المرشح الواحد امتدت من السياسة إلى الرياضة، كنا نعيش حالة المرشح الواحد في الانتخابات الرئاسية، فأصبحنا نعيش حالة المرشح الواحد الأحد لتولي منصب رئيس “الفاف”! احتجنا إلى 50 سنة من النضال والكفاح السياسي كي نصل إلى فرض مرشح واحد للرئاسيات تنافسه أرانب سياسية! فهل نحتاج إلى 50 سنة أخرى من النضال الكروي الرياضي كي نصل إلى مرشح لاتحادية الكرة تنافسه أرانب أيضا... لسنا ندري؟!مهزلة الكرة في الجزائر تشبه إلى حد بعيد مهزلة السياسة! فالرابطات الرياضية لكرة القدم التي من اختصاصها انتخاب رئيس الفاف أصبحت هزيلة مثل هزال الأحزاب السياسية التي من اختصاصها ترشيح الزعماء للرئاسيات، فأصبحت هذه الأحزاب مختصة في ترشيح الأرانب الرئاسية التي تساعد الرئيس على الفوز بسهولة في سباق الرئاسيات بالأرانب!ماذا يضر اتحادية كرة القدم لو تركت مجال الترشيحات مفتوحا حتى ولو شكليا؟! هل هذا يضعف فعلا من سلطة المنتخب الذي ينافسه غيره ولو شكليا؟!بلادنا تعيش أزمة ديمقراطية في كل شيء، حتى في الرياضة تعيش حالة الزعيم الواحد الأحد! عندما كان روراوة كان الناس كلهم يشهدون به، وعندما سقط ذهب معه حتى الإجماع الذي كان حوله... وأصبح إجماعا آخر على خليفته!تقبل أن لا تكون معارضة في السياسة، لكن أن لا تكون معارضة في الرياضة أيضا فهذا هو العجب العجاب!عقلية “باطرو” الفاف هو الباطرو الأوحد في الكرة الجزائرية، هي عقلية لا تبشر بالخير في مجال الكرة... وسبب الكوارث التي حلت بالبلاد هو العزوف عن التسيير الجماعي لهذه اللعبة، واختزال أمرها في يد شخص واحد يلهو بها كما يشاء!كرة القدم بالوعة كبيرة للأموال العامة... وهي أيضا ساحة كبيرة للعب السياسي، تحت عنوان الرياضة، والفاعلون في هذه الساحة الرياضية لا يختلفون في سوئهم عن الفاعلين في الحياة السياسية... فالمال الفاسد “داير” رجله في الرياضية، مثلما هو الحال في السياسة... والزبائنية والجهوية والمعريفة وحتى العائلية كلها من الأمراض التي جعلت بلادنا في مؤخرة الدولفي الرياضة، رغم وجود كل الإمكانيات البشرية التي تسمح بأن تكون بلادنا رائدة في هذا المجال... لكن عدم دمقرطة السياسة انعكس أيضا وبقوة على عدم دمقرطة الرياضة.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات