اجتماع بقايا أمة في البحر الميت؟ 

+ -

حقا فقد اجتمعت رفات الأمة العربية في البحر الميت، في قمة عربية خصصت لدراسة موضوع بقايا الحياة في هذه الأمة، وكيفية إنهاء هذه الحياة وتحويل بلاد العرب أوطاني إلى مقبرة فيها 300 مليون جمجمة، تصلح لأن تكون حفريات لدراسة أصول الخيانة والعمالة والهوان في الكرة الأرضية.رؤساء وملوك يقعون من طولهم لأنهم لا يحسنون حتى السير فوق الزرابي المبثوثة! ولأنهم لم يقفوا كالرجال في هذه الحياة طوال حياتهم.. وآخرون ينامون ويشخرون في عز جلسة العمل، لأنهم سهروا الليالي على ضفاف البحر الميت يجاهدون في الأثداء والنحور، كما قال نزار، رحمه الله! أو يعاقرون صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها! ويقال إن إسرائيل أرسلت لأصحاب الجلالة والفخامة ما لذّ وطاب من الكواعب الأتراب والكأس الدهاق!ذات يوم، قال لي المرحوم لكحل عياط، مدير المخابرات الجزائرية الأسبق، إن إسرائيل تزوّد مصانع الأدوية في الأردن بالمواد الأولية التي يصنع منها الدواء، وبعضه يصدّر إلى الجزائر، وأن هذه المادة الأولية الإسرائيلية تضع فيها إسرائيل مادة كيماوية تدمر خصوبة الإنجاب، والهدف هو التقليل من النمو السكاني للفلسطينيين في الأردن، والذين يشكلون نسبة (60%) من السكان!الآن عندما ترى إسرائيل هذه النماذج القيادية للعرب، وهي تجتمع في البحر الميت، كاجتماع الرفات في فنادق 7 نجوم، لابد أنها ستندم على تخصيص مبالغ للبحث العلمي لأجل الوصول إلى المنتوج الذي صدّرته إسرائيل لقتل خصوبة العرب في الأردن! فهذه النماذج هي وحدها تقوم بإخضاع عام للعرب في الأردن وفي سوريا وفي العراق وفي فلسطين وفي سائر الأقطار الأخرى، ولكن بدرجات متفاوتة!في وقت سابق، كان العرب يجتمعون في القمم العربية تحت راية الجامعة العربية لإصدار بيانات التنديد بإسرائيل، أما اليوم، فالعرب يجتمعون بجثث سياسية في البحر الميت لتدارس حالة ملايين الجثث التي قتلوها باسم الجامعة العربية والتحالف العربي.بلدنا الجزائر، أصبح فعلا مضحكة سياسية عندما يذهب إلى القمة العربية في جامعة البحر الميت، ويطلب إصلاح هذا التابوت أو المقبرة الكبرى التي تسمى الجامعة العربية!لو كان الإنجليز قبل 75 سنة يعرفون أن هذه الجامعة التي أنشأوها سيصل حالها إلى هذا المستوى في التردي، ما كانوا أنشأوها، لأن الإنجليز عندما حكموا بلاد العرب كانوا أكثر سياسة وإنسانية من هؤلاء الوحوش الذين يجتمعون في البحر الميت للحديث في شؤون تحويل الوطن العربي إلى مجزرة مفتوحة على العالم!إنني تعبان ولا أستطيع التنفس، فأنا من أموات البحر الميت؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات