الغش السياسي أساس الغش الاقتصادي؟!

+ -

أجزم بلن الزمخشرية أن أحسن حملة لمقاطعة الانتخابات هي التي يقوم بها الوزير الأول سلال بخرجاته غير الموفقة! فهل يمكن أن يتحدث الوزير الأول عن المنافسة الاقتصادية التي يقول إنها ستنقذ الجزائر ولا يتحدث عن المنافسة السياسية... كل الدول عندما تحل بها الأزمات الاقتصادية تعود إلى الانتخابات كحل للأزمة.. وتجري الانتخابات بمنافسة سياسية حقيقية! فهل يمكن أن نقول إن الانتخابات في الجزائر فيها منافسة سياسية حقيقية؟! وهل لو كانت فعلا تتواجد هذه المنافسة يمكن أن يكون أمثال سلال وصحبه من بعض الوزراء على رأس الحكومة؟!هل لو كانت المنافسة السياسية صحيحة وشفافة نضطر إلى استيراد “شهود زور” من الجامعة العربية ومن الاتحاد الأوروبي ومن منظمة الوحدة الإفريقية! هل الحكومة التي لا تستطيع أن تنظم انتخابات حرة وتضطر إلى استيراد من يراقبها من الخارج.. مثل هذه الحكومة، هل يمكن أن نطمئن لها في تنظيم منافسة اقتصادية تؤدي إلى إقلاع اقتصادي.الغش والتحايل السياسي الحاصل في العملية السياسية منذ سنوات هو نفس الغش والتحايل الحاصل في المجال الاقتصادي، ومثلما يؤدي الغش السياسي إلى عدم التطور السياسي لمؤسسات الدولة الجزائرية على صعيد الأداء، يؤدي الغش الاقتصادي في عدم وجود منافسة حقيقية إلى عدم إحداث الإقلاع الاقتصادي.في العهدة الرابعة، جاب سلال أرجاء البلاد يوزع المال العام على الشباب خارج الأطر القانونية.. ووصل به الشطط إلى القول للشباب خذوا المال العام وتزوجوا به! وها هو اليوم يجوب أرجاء البلاد يدعو الناس إلى اعتناق الأمل والزواج من الوهم!سلال يقول للمواطنين في الجلفة... عندما يكون عندنا المال نعطيه لكم، فلا تيأسوا.. في حين يقول زعيم الحزب الذي يحكم سلال باسمه للمواطنين في باتنة: “إذا صوّتوا علينا فسنرفع التجميد عن المشاريع التي جمّدتها الحكومة في ولايتكم!”.. افهموها كما شئتم... “شانطاج” أفالاني حكومي أو حڤرة معلنة باسم الحزب الحاكم والحكومة، أم رداءة في الأداء السياسي في حملة المفروض فيها أن تكون دقيقة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الحكم.المقاطعون للانتخابات مهما اجتهدوا في ابتكار أساليب الدعوة إلى المقاطعة، فلن يصلوا إلى ما وصل إليه أمثال ولد عباس وسلال من دعوات إلى المقاطعة.واضح أن أحزاب الحكم وحكومة اليأس لم يعد لهما ما يقدمانه من مبررات للشعب الجزائري كي يصوّت غير برنامج الهجوم على المقاطعين! وهنا كلما زاد الحديث عن “قلة وطنية المقاطعين” للانتخابات من طرف الحكومة وأحزاب الحكم، زاد احترام الشعب لهؤلاء، حتى ولو قامت السلطة بمنعهم من الحديث إلى الشعب.حكومة سلال مثلما تمارس المنافسة الاقتصادية الداخلية والخارجية بالمنع، تمارس أيضا المنافسة السياسية والانتخابية بالمنع والتزوير.. وهذه السلوكات هي التي ترفع نسبة المقاطعة وليس نشاط المقاطعين[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات