+ -

أستاذ سعد بوعقبة، تحية سلام أما بعد: أحيانا يرعبنا ضجيج الواقع في عالمنا اليوم، ويجرفنا تيار الأحداث بزخمها وتسارعها، إلى درجة شل قدراتنا حتى على الكتابة، إلا أنه، وباعتباري من المدمنين على جريدة "الخبر" وعمود الصفحة الأخيرة، فإنني أحييك مرة أخرى على حدة نظرك وجرأة قلمك الذي كان دافعي الأساسي للكتابة. فقد حز في نفسي كثيرا ذلك الواقع المر الذي عنونته في مقالك "أمة برجاس" ومستوى الهوان الذي وصلت إليه معظم الأقطار العربية وآليات إمعانها في أساليب التدمير الذاتي، حكومات وشعوبا على حد سواء.

فقد ذكرني ما كتبته في مقالك، بمسلسل رائع من الدراما التاريخية السورية بعنوان "ذي قار"، صوّر فيه المخرج الكبير "باسل الخطيب" حالة العرب العاربة والمستعربة، في مرحلة من الزمن كانت في شكل قبائل متناحرة، بعضها موال لإمبراطورية الفرس، وبعضها لإمبراطورية الروم. وكان سكان تلك القبائل وقودا لكل الحروب التي دارت بين الفرس والروم، وأرض العرب مسرحا دائما لكل المعارك. وكانت كل معركة تفرز منتصرين هما الفرس والروم ومنهزما واحدا بالضرورة هم العرب. وفي نهاية آخر حلقة، استطاع المخرج أن يلخص المسلسل كله في جملة واحدة، لن أنساها ما حييت، قال فيها: "زالت إمبراطورية الروم، وزالت إمبراطورية الفرس، ومازالت جاهلية العرب".

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات