+ -

السلطة أفسدت علاقاتها مع الشعب، ثم عمدت إلى إفساد علاقتها مع الأحزاب، وبعد ذلك سعت إلى إفساد علاقات الأحزاب مع الشعب.. اليوم عندما أحست بأن الشعب حسم أمره وقرر وضع الأحزاب والسلطة في سلة واحدة في الانتخابات القادمة، عمدت إلى استعمال المساجد لإصلاح علاقة السلطة والأحزاب بالشعب. وهي في الحقيقة تقوم بعملية إفساد لعلاقة الشعب مع بيوت الله.!فعندما يدعو الأئمة المصلون إلى التصويت على سُرّاق وانتهازيين في هذه الانتخابات بأمر من الوزارة، فإن المواطن المصلي يحس بالإحراج في أداء صلاته في بيت الله، وبذلك لم يعد بيت الله بيتا لله، بل أصبح بإرادة وزارة الدين بيتا لتبرير الفساد وتبرير سوء التسيير!هل السلطة واعية بعملية إفساد علاقة الإمام بمن يصلي خلفه؟! هل هي مدركة بحجم الكارثة التي تحدثها في جعل المصلي لا يثق في من يصلي خلفه؟!فهّمونا.. هل الدعوة إلى الانتخاب من طرف الأئمة هي ممارسة سياسية أم لا؟! فإذا كانت سياسية فلماذا وُضع في الدستور مبدأ إبعاد الدين عن السياسة؟ وإذا كانت الدعوة ممارسة غير سياسية فكيف تكون الانتخابات ذات مغزى سياسي، والمقاطعة تمس باستقرار البلد سياسيا، والدعوة إلى التصويت ليست عملا سياسيا؟!أليس من الأفضل أن تذهب الحكومة والوزراء إلى الجامعة من جديد لمعرفة معنى العمل السياسي والعمل غير السياسي؟ هل تعتقد الحكومة أن دعوة الزوايا إلى التصويت على جهلة وسرّاق وانتهازيين ووصوليين يمكن أن يلبيها المواطن، وهو الذي رفضها عندما صدرت من الأحزاب والحكومة؟! هذه الزوايا التي احتضنت المفسدين ودروشت لهم سياسيا.. هل يمكن أن يصدّق المواطن ما تقوله من دعوات إلى التصويت؟! أم أن الأمر لا يعدو إمساك غريق بقشة.!؟وهل يمكن أن يسمع المواطن للأئمة عندما يدعونه إلى التصويت وهم يعرفون أن ذلك تم بتعليمة!؟ الحكومة أفسدت العملية قبل انطلاقها عندما أعلنت أن الأئمة سيقومون بذلك بناء على أوامر..الله يستر هذا البلد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات