+ -

انتهت الحملة الانتخابية، أو لنقل انتهت الهملة الانتخابية، وكانت بالفعل حملة هزيلة هزال من نشّطها.. حكومة وأحزابا. واليوم، ننتظر حكم الشعب. بالتأكيد أنه وفي جميع الأحوال سيكون الحزب الفائز بالأغلبية (رغم التزوير) هو حزب العزوف والمقاطعة، وسيأتي الحزب الثاني هو حزب الورقة البيضاء!لو كنا فعلا نحترم روح الدستور ونطبقه، فإن الحكومة القادمة ستُشكل من حزب المقاطعة والعزوف وحزب الورقة البيضاء، مادام الدستور يقول إن الحكومة تُشكل من حزب الأغلبية الفائزة في الانتخابات. بالتأكيد أن الحكومة القادمة لن يحترم تشكيلها روح الدستور في حكاية احترام الأغلبية، وستسند عملية تشكيل الحكومة إلى أقلية الأقليات التي أنجزت مضحكة الانتخابات.الشعب الجزائري لا يصوّت لأن قوائم الترشيحات أعدت بالمال، ومنه المال الفاسد، والقوائم اعتلى الكثير منها السرّاق والفارون من العدالة والباحثون عن الحصانة البرلمانية لمواصلة فسادهم، والحملة الانتخابية جرت بلا موضوع وبلا برنامج، ولذلك غرقت في قضية التخويف والتهديد للشعب بالإرهاب والخارج إذا لم يصوّت! وكثرت في هذه الحملة عمليات احتكار الشعب من طرف (زعماء الأحزاب) مثل ولد عباس الذي قال للشعب “صوّت أو لا تصوّت، فالأفالان باقية في الحكم مائة سنة قادمة!”.. وغول الذي جعل من الشعب الجزائري مجرد طفل انتخابي يمكن إخافته (بالغولة) ليذهب إلى صناديق الاقتراع، لأن الشعب، في نظر غول، يمكن إخافته كالأطفال لينقاد لما يريده غول وغير غول. أما مقري، فإنه يعد الجزائريين ليس بتحرير الجزائر من الرداءة السياسية والإدارية والاقتصادية، بل يعدهم بتحرير فلسطين. ولا أتحدث عما قاله أويحيى!لقد أبانت الحملة الانتخابية التي قادتها الأحزاب المشاركة في الانتخابات وتلك التي قامت بها الحكومة باسم المجتمع المدني، أبانت عن شيء هام وهو أن الجزائر بلد كبير مساحة وشعبا وإمكانيات، ولكنه مصاب بأزمة حكمه، بلد أكبر من مسؤوليه، وهذا هو مكمن الخلل، وإصلاح هذا الخلل لا يمكن أن يكون بيد هؤلاء الذين يمارسون السياسة وفق إمكانياتهم وليس وفق إمكانيات هذا البلد الكبير.. ولهذا عوض أن تكبر البلاد أصبحت تتناهى في الصغر!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات