+ -

يوم أمس، ضحكت حتى أغمي عليّ من الضحك، عندما سمعت أن أبو جرة قال إن الشعب الجزائري يريد عودة حمس إلى الحكومة؟!ضحكت لأن الشعب الجزائري طالب برحيل الحكومة نفسها بنسبة 80% من المقاطعة... فكيف فهم أبو جرة بأن الشعب طالب بعودته إلى الحكومة عندما قاطع الشعب هذه الانتخابات التي شاركت فيها حمس بهذه النسبة العالية!أتذكر أن الشعب الجزائري أطلق نكتة مضحكة عندما سمع بأن أبو جرة قد عيّن كاتب دولة للصيد البحري... فمات الحوت في البحر من الضحك!وبالفعل، فإن مصاعب غلاء السردين بدأت مع سياسة أبو جرة في الصيد البحري... وتدعمت مع غول الذي وضع سياسة (حكيمة) لتربية أسماك تسمى “البلعوط”، قال وقتها إنه جلبها من مصر، وهي تربى في المياه العذبة! أسماك تربى في المياه العذبة في بلد يعيش الجفاف! وأدعو كل مواطن يريد أن يعرف نتائج قيادة أبو جرة وغول لسياسة الصيد البحري أن يزور ميناء الصيد البحري في جميلة ببلدية عين البنيان، ويقف أمام مطعم “الكافيار” الذهبي، ويولّي وجهه للبحر، ويسأل عن باخرة الصيد الضخمة الراسية هناك منذ أكثر من أربع سنوات ويبحث عن ملفها!ولا أتحدث عن الأموال التي ضاعت في الطريق السيار شرق- غرب، ولا حتى الأموال التي ضاعت من العمال لفائدة عبد المؤمن خليفة... فهل من أجل هذه الإنجازات الهامة يطالب الشعب بعودة هؤلاء للحكومة.. والقول بأن عودتهم إلى الحكومة معناه عودة السياسيين مكان التيكنوقراط!البلد فعلا يواجه صعوبات أخطر من عودة حمس وأبو جرة إلى الحكومة.. هذه الحكومة حتى إذا ضمت المعارضة لها فلن تحصل حتى على 15% من مجموع الشعب الجزائري، أي أنها ستكون حكومة أقلية حتى لو كانت حكومة تضم جميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات.الرئيس بوتفليقة إذا أراد أن يكوّن حكومة سياسية، عليه أن يطبق الدستور بالمعنى وليس بالحرف، فيعتبر كل الأحزاب التي شاركت في الانتخابات وحصلت مجتمعة على نسبة مشاركة لا تزيد عن 15% هي أحزاب أقلية ولا يحق لها أن تشكل الحكومة.. زيادة على أن تشكيل الحكومة من هؤلاء المشاركين في الانتخابات هو عمل ضد الطبيعة السياسية... إذ كيف لرئيس حكومة متهم من طرف الأحزاب المشاركة بأنه زوّر الانتخابات كيف له أن يتشاور مع من زوّر ضدهم لتشكيل الحكومة. إنها فعلا حالة مضحكة أكثر مما يقوله أبو جرة سلطاني.ثم كيف للرئيس أن يكلف رئيس حكومة بإجراء مشاورات تشكيل الحكومة وهو لم يوفق في تنظيم الانتخابات وتسبب في نسبة مقاطعة بلغت 80%...؟! ماذا سيستفيد الرئيس من معاكسة 80% من الجزائريين الذين عبروا عن رفضهم لهذه الحكومة؟!بالأمس، قال لي أحد العارفين أن مرشحا للانتخابات التشريعية بولاية شرقية، وهو من رجال المال، قد اشترى مكانه في المرتبة الثالثة من الحزب الذي ترشح باسمه... ولكنه لم ينجح.. فعمد هذا الملياردير إلى دفع الناجح أمامه في القائمة إلى الاستقالة كي يتمكن هو من الدخول إلى البرلمان... وأغراه بدفع 10 ملايير عدا ونقدا مقابل الاستقالة... ولكنه رفض! وسمع “المشامشية” في السلطة بالقضية فعرضوا على المعني إنجاحه على مستوى المجلس الدستوري مقابل المبلغ نفسه... لعل هذا هو أحد الأسباب في تأخر إعلان المجلس الدستوري عن النتائج في زمنها الدستوري المحدد.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات