+ -

لو يعلم الناس سر تعيين وزير للسياحة تم إقالته في ظرف قياسي.. لو علموا ذلك لندبوا وجوههم بالقرداش. هذا الأمر الذي أساء إلى البلد والشعب والسلطة قبل أن يسيء إلى المعني، حدث بسبب هوشة بين الزمر المتصارعة حول الرئيس وحول الحكومة وحول السيطرة على قطاع السياحة!المعلومات الأولية تقول إن حزب عمارة بن يونس كان يتصارع مع حزب تاج للظفر بوزارة السياحة، لما لهذه الوزارة من مستقبل واعد في مجال الاقتصادي لأفق ما بعد نفاد البترول... فالقطاع سيكون محور اهتمام الحكومة في التعاون الدولي وخاصة مع فرنسا، ولهذا فالمشامشية يسير لعابهم للقطاع، وأن عدم الاستقرار الوزاري في القطاع سببه هو صراع النفوذ للظفر بالكعكة المستقبلية الهامة، وأن شقيق عمارة بن يونس، النائب في مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، يريد وزيرا على المقاس في السياحة لتسهيل مهام وكالته السياحية “الشمس للسياحة”، والتي لها مشاريع واسعة لبيع الشمس الجزائرية للسياح الأوروبيين بالتعاون مع فرنسا! ولذلك سهّل عمارة بن يونس المهمة في هذا المجال باقتراح إسناد الوزارة إلى رجاله، واقترح لذلك 5 أسماء.. ولكن الترتيبات الجهوية لتعيين الوزراء سهلت مهمة الشاب بلعڤون..! لكن الذي حصل أن اللوبي السلطوي لمدينة باتنة استنفر رجاله ضد هذا الشاب بسبب العروشية تارة وبسبب الغيرة من الشاب تارة أخرى... فقام (أعيان) باتنة، من الذين كانوا في السلطة وغادروها، قاموا بتضليل بعض أجهزة الأمن والإعلام، ففبركوا ملفا أسود للشاب الوزير لإقصائه من الوزارة.ويتحدث الناس عن ملف يشبه الملف الذي أعده الأمن ضد شكيب خليل وأدى إلى إبعاده من وزارة الطاقة.ويقول عارفون إن حزب جبهة المستقبل هو الآخر لعب دورا في حكاية أزمة الوزير بسبب الغيرة من الشاب الوزير، وأن الوزراء القدامى من باتنة هم أيضا تم استنفارهم ضد الشاب لاعتبارات “عروشية” محلية وغيرة سياسية! وتم تضليل الرئيس في الحالتين، حالة التعيين والإقالة.. المسألة تطرح تساؤلات خطيرة حول الطريقة التي يعين بها الوزراء، وتطرح أسئلة أخطر حول دور اللوبيات الضاغطة في تعيين الوزراء وإنهاء مهامهم، وتزداد الخطورة في التساؤل عن الطريقة التي تعمل بها أجهزة الأمن حين يصل أمرها إلى حد تضليل الرئيس بالتقارير المغلوطة، سواء عند التعيين أو عند الإقالة... إنها الأزمة فعلا.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات