+ -

بعض القراء، هداهم الله، لم يفهموا المعنى الحقيقي لمحتوى العمود الذي كتبته حول إعلام أبي هريرة وإعلام الهدهد، فاتهموني ظلما بالإساءة للصحابي الجليل أبي هريرة.. ولست أدري كيف يخطر على بال هؤلاء أنني يمكن أن أفعل ذلك، إذا لم يكن هدفهم هو الإساءة لهذا الصحابي الجليل بسوء فهمهم لما كتبته.. ولست أنا الذي أسأت إليه..واضح لكل ذي بصيرة أنني أقصد بمثال العنعنة لأبي هريرة ومثال نقل الأخبار من القاعدة إلى القمة التي قام بها هدهد سليمان، واضح أنني أتحدث عن الطريقة ولا أفاضل بين الأسلوبين.. أنا أعرض بالعنعنة في إعلام السلطة ولا أعرض بعنعنة الصحابي الجليل في رواية الحديث. ومن فهم غير هذا لم يفهم محتوى العمود ومقاصده.الشاعر المرحوم مفدي زكرياء عندما قال “نطق الرصاص جل جلاله، أو قال “إن الجزائر في الوجود رسالة.. الشعب حررها وربك وقعا..”، هل نتهمه بالزندقة التي حوّل فيها خالق السماوات إلى سكرتير عند الشعب الجزائري أو رئيس مدير عام عنده؟!أم نفهم المعنى الجليل الذي قصده في إثارة الهمم والجهاد لتحرير البلاد!ففي هذا المثال يمكن أن نستنبط المعنى المحدود الذي يمكن أن يتهم به محدودو القراءة أمثال مفدي زكرياء.الكاتب المشهور عباس محمود العقاد قال إنني لا أكتب للقراء الكسالى، بل أكتب للذين يستخدمون عقولهم في قراءة عمق المعاني التي أكتبها..أنا لا ادعي أنني مفدي أو العقاد، معاذ الله، ولكن أقول لا يجوز لأنصاف المتعلمين أو أنصاف الإعلاميين أن يقوّلوني ما لم أقله خدمة لأغراض يعرفونها هم وحدهم، وفقط أقول لهم إذا كنت لم أحسن الكتابة كما تدعون، فواضح أنكم لم تحسنوا القراءة، ولا أعتقد أن من لم يحسن القراءة يمكن أن يحكم على محتوى ما يكتب. وقديما قال الشاعر:عليّ نحت القوافي من معادنهاوما عليّ إذا لم تفهم البقرأنا أدعي أنني أكتب تحت السلطة المطلقة للقراء على ما أكتب. ولا أخاف فيما أكتب من أي أحد غير القراء وحكمهم، لكن هذا أيضا لا يجعلني استسلم لديكتاتورية (القراء) خاصة إذا كان هؤلاء لا يحسنون القراءة!ومع ذلك أعتذر لكل من أخطأ في قراءة العمود عن حسن نية، وأقول لكل من تعمد قراءة العمود قراءة مغرضة: “أحشم على عرضك!”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات