+ -

تحدّث الداعية الإسلامي اليمني، الحبيب الجفري، في لقاء خاص مع ”الخبر” عن أهم الأمور الّتي ينبغي على المسلم أن يفعلها خلال شهر رمضان المعظّم، تحديدًا فئة الشّباب، الّذين طالبهم بالمسامحة على ما يجدونه من تقصير وتأخّر في خطاب الشّريعة المتنوعة، ودعاهم إلى عدم اليأس والقنوط والاعتناء بالأوطان والحفاظ عليها في مثل هذه الأوقات الحرجة الّتي نمرّ بها في العالم الإسلامي، كما شدّد على أهمية استعادة دور العلم والإفتاء الأصيلة وإعادة التأهيل والتّنسيق بين دور الفتوى المعتمدة، بسبب نقص التّأهيل لدى بعض أئمة المساجد، ممّا أدّى إلى فوضى في الفتوى وانسحاب البساط من تحت أقدام أهل العلم لصالح مَن وصفهم تجار فتاوى النّار والدّم والهدم.ما هي الصّفات الّتي يجب على المسلم التمسك بها، تحديدًا الشّباب، في شهر رمضان؟ أوّلاً أطلب منهم المسامحة على ما يجدونه منّا اليوم في خطاب الشّرعية المتنوعة من تقصير وتأخّر وأحيانًا تخلّف من ضعف إدراك لما يعانيه الشّباب، لا شكّ أنّنا مدينين للاعتذار للشّباب في هذا الأمر، لأنّه بحاجة لأن يعرف الأحكام والمقاصد الشّرعية العظيمة، وأن يَعمل نحو تطبيقها وتزكية نفسه من الكراهية والبغضاء والحقّ في النّظر فيما يقبل للأيّام والمستقبل بنظرة متفائلة، والاعتناء بشأن الأوطان والحفاظ عليها وعمارتها في مثل هذه الأوقات والمرحلة الحرجة الّتي نمرّ بها في العالم الاسلامي وعدم اليأس والقنوط والتأكّد بأنّكم يا معشر الشّباب أنتم المستقبل وأنتم ستصنعون مستقبلكم بأيديكم وليست مهمّتنا إلاّ أن نكون جزء من خدمتكم في هذا العمل الّذي تقومون به.وما موقفكم تجاه اختلاف الفتاوى وتعدّدها؟ هذا واقع نعيشه اليوم، ولابدّ من عقد مؤتمرات وندوات كخطوة مطلوبة ومهمّة للغاية في استعادة دور العلم والإفتاء الأصيلة المؤهّلة لمهمتها بعد أن اختطف مجال الفتوى كثير من غير المؤهّلين فأحدثوا فوضى نحن الآن نجني ثمارها السيّئة، بسبب نقص التّأهيل لدى بعض أئمة المساجد، ممّا أدّى إلى فوضى في الفتوى وانسحاب البساط من تحت أقدام أهل العلم الرّاسخين في العلم لصالح تجار فتاوى النّار والدم والهدم، ومن هنا يجب إعادة التّأهيل والتّنسيق بين دور الفتوى المعتمدة ليكون لها دور حقيقي على الأرض لتأخذ بزمام أداء مهمّتها في ظل الفوضى الّتي نعيشها اليوم في الفتوى.وما تقييمكم لدور الأزهر الشّريف فيما يتعلقّ بنشر الإسلام الوسطي وإعداد الأئمة؟ الأزهر لا يلعب، الأزهر يؤدّي دورًا مهمًا بالتّنسيق مع دار الافتاء المصرية، وله عدّة آثار ومظاهر مهمّة ونافعة من ضمنها أنّ الأزهر يعدّ العلماء، والّذين يتخرّجون من الأزهر أو من غيره لدار الافتاء برنامج في تأهيله في خصوصية الفتوى، هذا مثال للدّور الذّي يحصل من أثر التّنسيق بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.ولعلّ تعدّد الفتوي جعلت بعض رجال الإفتاء في العالم الإسلامي يُطالبون بتوحيد الصفّ الإسلامي، ما قولكم؟ باب الاجتهاد لم يغلق على مدار التاريخ، وإنّما أغلقه بعض المغلقين في أذهانهم، إذ لابدّ من فتح باب الاجتهاد وتوحيد الصفّ الإسلامي وعدم التهيب من اقتحام الواقع الّذي نعيشه ثمّ العودة إلى مصادر التّشريع لأخذ ما يناسب زماننا اليوم من الشّريعة المطهّرة المستوعبة للزّمان والمكان، ومن هنا يأتي دور الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الّتي أسّسها فضيلة مفتي مصر استجابة رجال الإفتاء في العالم الإسلام، وهي خطوة مهمّة انتظرناها كثيرًا وأنّ تأتي متأخّرة خير من أن لا تأتي.ولابدّ من تنظيم لقاءات ومؤتمرات للتطرّق لهذا الموضوع، لأنّ الترقّب لن يأتي بالحلّ السّحري لما نشكوه اليوم من فوضى الفتوى، مع التّأكيد على ضرورة التّنسيق بين إدارات الفتوى ودور هيئات الفتوى في العالم لتستعيد دورها الحقيقي من أيدي مختطفي الفتوى في العالم، أيضًا موضوع تأهيل المتصدّرين في المساجد وهو عمل ليس وليد اليوم أو اللّيلة، وقد تخرّجت دفعات من دار الافتاء المصرية وهي خطوة مهمّة للغاية تحتاج إلى الكثير من الخطوات بالتّوازي معها.لماذا تأخّر تجديد الخطاب الدّيني بالرّغم من مطالبة أهل الاختصاص بذلك، للحدّ من آفة الإرهاب والتطرّف؟التّجديد في الخطاب الدّيني ليس كلمة عابرة وتمضي، تجديد الخطاب الدّيني أمر ممنهج يجب أن يكون ناتج عن دراسات حقيقية وينبغي أن يكون في مراكز أبحاث تنظر بتعمّق من المنطلقات الفلسفية والفكرية وقياسها على المنطلقات الشّرعية الأصيلة، فالنّظر في مفهوم التّجديد ومجالاته ثمّ بعد ذلك لا يشمل الدّعاة الّذين يبلّغون إلى النّاس ثمار هذا التّجديد أو أن يتّخذ هذا التّجديد لبانة في الألسن وأصبح تبديدًا وليس تجديدًا.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات