ذكرى بومدين في سطيف ومشامشية الحكومة؟!

+ -

كل حكومات الرئيس بوتفليقة عبثت بقطاع السياحة حين كان القطاع كل مرة تسند مهمة تسييره إلى من لا علاقة له بالقطاع، أو يلحق بمؤسسة أخرى أو وزارة أخرى لا علاقة لها بالسياحة، مثل إسناده إلى البيئة أو وزارة المدينة. وقد وصل الأمر إلى حد أن أحد الوزراء الذين تولوا أمر القطاع دعا “السياح” الجزائريين إلى الذهاب بكثافة إلى تونس الشقيقة لإنقاذ السياحة في هذا البلد! وكأنه وزير سياحة تونسي، وليس وزير سياحة جزائريا!منذ شهر تقريبا زرت مدينة سطيف، وساقني الحنين السياحي إلى زيارة فندق “الهضاب” بالمدينة... وهو فندق يقع قبالة مقر الولاية... كان قد وضع حجر أساس بنائه المرحوم بومدين، في نهاية الستينات، في إطار البرنامج الخاص لولاية سطيف الذي أنجز ضمن التوازن الجهوي.الفندق أهملته الوزارات المتعاقبة التي أشرنا إليها إلى حد أنه أصبح أثرا بعد عين... حاله يشف حومة “يهود”، كما يقول المثل... وأقدمت إحدى الحكومات البائسة على بيعه أطلالا لمستثمر خاص، بما يشبه التخلص منه ومن أعباء عماله... وقام المستثمر فعلا بإصلاحات جدية وجادة لهذا الفندق المعلم، وصرف عليه ما لا يقل عن 100 مليار، ليعيد له الحياة، زيادة على دفع أقساط سلفية البنك الذي موّل عملية الشراء... ولما وقف الفندق على رجليه من جديد... جاء وزير السياحة وأراد استرجاع الفندق من صاحبه بأي ثمن.. والسبب لأن مكان الفندق يسيل لعاب “المشامشية” ممن لهم علاقة بالمسؤولين في الدولة.. فأرادوا أخذ الفندق من صاحبه ومسحه من على وجه الأرض، ثم إقامة مكان ترقية عقارية ومحلات تجارية ضخمة، لأن الفندق يتوسط المدينة وبه مساحة أرضية مغرية! والمشامشي المقاول الذي يريد أخذه من صاحبه عبر إلغاء عقد البيع لصاحبه السابق... هذا المشامشي لديه شراكة مع ابن رب من أرباب السلطة!سطيف تحب المرحوم بومدين وهذا الفندق ذكرى منه ويريدون محو هذا الأثر.أقول هذه المصائب التي أصبات قطاع السياحة في الجزائر سببها سوء اختيار الوزراء لتسيير هذا القطاع منذ عهد عبد العزيز معاوي رحمه الله.. فهل من الصدفة أن يعين وزير مثل بن عڤون على رأس قطاع حساس مثل السياحة، ثم يقال وتبقى الوزارة طوال هذه المدة من دون وزير، لإعطاء الانطباع بأن وزارة السياحة وزارة زائدة وليست لها أهمية في الاقتصاد والوطني، لا حاضرا ولا مستقبلا.. إنه العبث فعلا بمقدرات البلد السياحية، مثلما جرى العبث بمقدرات البلد البترولية والفلاحية والصناعية والتجارية.فعلا البلاد تعيش أزمة حكم وليس أزمة حكومة فقط..وصدق من قال إن الجزائر أصابتها “دعوة” الشهداء والمجاهدين!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات