+ -

ناتنياهو وصف ما قامت به مصر والسعودية ضد قطر بأنه تحوّل مهم في الموقف العربي من إسرائيل! كلام ناتنياهو صحيح جدا، فإسرائيل وُجدت في 1948 من طرف بريطانيا وأمريكا وبتواطؤ سعودي وسكوت مصري، والسبب هو المزايدة على دولة الرجل المريض تركيا! واليوم يُطرح مشروع تحويل إسرائيل إلى دولة شقيقة للعرب، والسعودية هي المؤهلة لقيادة هذا التطبيع، ومصر ستكون الساكت الأكبر ولكن بمقابل طبعا.إسرائيل هي التي ستقيم الوحدة العربية التي فشلت فيها مصر الناصرية وسوريا والعراق البعثيتين! لاحظوا أن جل الدول العربية قد اصطفت خلف السعودية لضرب قطر، ليس لأن قطر قولة إقليمية.. لا أبدا، حدث ذلك لأن إسرائيل هي مهندس قرار مقاطعة قطر.. وتكلَّف به ترامب، لهذا كانت أول طائرة مدنية تطير من الرياض إلى تل أبيب مباشرة هي طائرة ترامب! وهذه خطوة لافتة.الحرب على العراق ابتلعت الأموال البترولية لدويلات الخليج التي جمعها الخليجيون من الطفرة البترولية الأولى، والحرب على “داعش” وقطر ستبتلع المبالغ التي جمعها الخليجيون من الطفرة البترولية الثانية، ويرمى بالفتات لشعوب دول هذه المنطقة ومعهم الطماعون والمشامشية من نواكشوط إلى إسلام أباد، وعندما ورثت السعودية دولة الرجل المريض في العشرينيات ضاعت فلسطين، وعندما ترث السعودية دولة السيسي المتهالكة سيضيع الخليج.!“هوشة” أمراء الخليج حول زعامة العرب والولاء لترامب وناتنياهو تذكّر الرأي العام بهوشة ملوك بني الأحمر في الأندلس، وولاء بعضهم للملوك الإسبان، وهوشة الشام أدت إلى ضياع العراق وسوريا، وهوشة الخليج ستؤدي إلى ضياع الخليج نفسه.!سيأتي على الخليجيين المتصارعين كتيوس “البنجاب” حينٌ من الدهر تقول فيه أمريكا وإسرائيل إن منطقة الخليج تحتاج لمن يحكمها أمنيا، وليس هناك من هو أهل لهذا غير إيران! وسيجد “عربان” البؤس السياسي والديني في الخليج أن الهوشة بين أمريكا وإيران ما هي إلى هوشة تشبه الهوشة التي يقوم بها “النشالون” في “باصات” القاهرة لغرض نشل الركاب.!والسؤال المحير: إذا كانت قرارات هامة كهذه التي اتخذتها السعودية مع ترامب ضد قطر تمت خارج الجامعة العربية وخارج أي مشاورات مع بقية العرب، فلماذا يُبقي العرب على هذه الجامعة؟!العاجل أن تقوم الجزائر بتجميد عضويتها في هذه الجامعة.! والعاجل أيضا أن تعيد الجزائر النظر في علاقاتها بعرب الشرق الأوسط.. فما كان يجمعنا لم يعد له أي مبرر.!ففلسطين أصبحت عدوة وإسرائيل صديقة.. وكفاح العرب ضد العرب أصبح هو الأساس البديل للكفاح من أجل تحرير فلسطين.! وكل القيم انقلبت رأسا على عقب.. فلماذا لا ننقلب نحن أيضا؟!

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات