+ -

هل صحيح أن الرئيس بوتفليقة أحس بضعف في التضامن الحكومي بين أعضاء الحكومة، لذلك دعا الحكومة في اجتماع مجلس الوزراء إلى توخي التضامن الحكومي؟! وهل صحيح أنه أحس أيضا بضعف الأداء الإعلامي للحكومة فدعاها في نفس الاجتماع “إلى اعتماد سياسة اتصال ناجعة نحو الرأي العام”! يمكن أن نفهم هذا من بيان مجلس الوزراء لو أن هذا صدر فعلا عن الرئيس بعد اجتماع مجلس الوزراء.!أولا: توجيهات الرئيس للحكومة بخصوص الإعلام تم خرقها في بيان مجلس الوزراء نفسه، فقد صدر البيان قبل انتهاء مجلس الوزراء نفسه، وهو ما يدل على أن بيان مجلس الوزراء لم يكن أبدا خلاصة لاجتماع مجلس الوزراء لأنه كُتب ووُزع قبل أو أثناء عقد الاجتماع وليس بعده كما جرت العادة، ولا يمكن أن يتم إعلام جدي وجيد عن بيان مجلس الوزراء وقد كتب البيان قبل الاجتماع. فالاجتماع انفض في حدود الساعة الخامسة مساء، وبيان مجلس الوزراء نشره أحد المواقع الإلكترونية في الرابعة مساء، ما يعني أن البيان كُتب وسرّب قبل انتهاء مجلس الوزراء. فهل هذا هو الإعلام الجدي الذي دعا إليه الرئيس؟!ثانيا : البيان مليء بالأخطاء الإعلامية المؤسفة.. فرغم أن الرئاسة تتوفر على أرمادة من المستشارين ووزارة الاتصال تتوفر هي الأخرى على كم هائل من الموظفين الإعلاميين، إلا أن هؤلاء لم ينجحوا في صياغة بيان لمجلس الوزراء يكون مقبولا إعلاميا كما ذكر الرئيس.هل يُعقل أن يقول الرئيس للوزراء الذين عينهم في الحكومة “أهنِّئكم على الثقة التي وُضعت فيكم” فمن وضع الثقة في هؤلاء؟ أليس الرئيس؟! هل يعقل أن يقول الرئيس عن نفسه هذا دون أن يحس بخلل فيما يقول وهو الدبلوماسي المحنك.!البيان أيضا مليء بالأخطاء الإعلامية التي حذر منها الرئيس في ذات البيان.. فهل يصح أن يقول البيان مرة “قال رئيس الجمهورية” ومرة أخرى “قال رئيس الدولة”؟! ألا يعرف هؤلاء الذين صاغوا البيان بأن رئيس الجمهورية يختلف عن رئيس الدولة، رئيس الجمهورية يكون منتخبا ورئيس الدولة يكون غير منتخب.! فماذا يقصد هؤلاء بإطلاق الصيغتين على الرئيس بوتفليقة! هل هو رئيس جمهورية منتخب أم رئيس دولة غير منتخب؟! الجواب عند محرري البيان!كما أن ورود كلمات مثل “الصدى على برنامج الاستثمارات” يدل على أن هؤلاء يكتبون أي شيء أو يترجمون ما يكتب بالفرنسية بأي شيء؟! فما معنى عبارة “بما فيها المحروقات الأحضورية التقليدية وغير التقليدية؟!” أو عندما تكون مفردات بيان مجلس الوزراء تحتاج إلى شرح بالقاموس كي تُفهم، فذاك يعني أن هؤلاء لا علاقة لهم بالإعلام.والتي “قالت لهم ناموا” في بيان مجلس الوزراء هي قول البيان “مواصلة التكفل بالطبقات الاجتماعية ذات الاحتياجات الخاصة”! فهل ذوو الاحتياجات الخاصة أصبحوا طبقات اجتماعية وليس طبقة واحد.إنني تعبان فعلا وأحس بأنني في حاجة لأكل رمضان كي أفهم بيان مجلس الوزراء.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات