الأمن بمظلة الناتو بتمويل خليجي؟!

+ -

لو كنت مكان حكام قطر لاستجبت لطلب دول الحصار بقطع علاقات قطر مع إيران، بل وطالبت الدول الخليجية ومصر بقطع علاقتها مع إيران وأن يتم ذلك جماعيا وليس تخفيض مستوى العلاقات فقط!دول الخليج ومصر أعجز من أن تقطع علاقتها كلية مع إيران، مادامت الولايات المتحدة الأمريكية لها علاقات مع إيران!العرب أو بعض العرب كانوا في الستينيات أكثر سيادة في سياستهم الخارجية من الآن.. فقد قطعت الجمهوريات العربية علاقاتها مع أمريكا سنة 1967 كلية بعد العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا، لكن الآن لا تستطيع مصر مثلا أن تقطع علاقاتها حتى مع جيبوتي فما بالك بإسرائيل أو إيران أو أي دولة أوروبية! وكل ما تستطيع مصر أو السعودية القيام به هو ممارسة الحڤرة السياسية والأمنية على بقايا الشعب الفلسطيني وبقايا مقاومته.من المضحك حقا أن نسمع الأخبار تتحدث عن إنزال قوات تركية من الجو في قاعدة عديد القطرية.. وهي القاعدة التي يتواجد فيها الأمريكان! هل يمكن أن نتصور أن الأتراك ينزلون في قاعدة يسيطر عليها الأمريكان من دون رضى أمريكا! وإذا كانت أمريكا راضية بوجود الأتراك مكانها في قاعدة عديد، فلماذا تطلب السعودية من قطر إلغاء الاتفاق العسكري مع تركيا! هل يمكن أن نتصور وجود خلاف بين السعودية وأمريكا بخصوص وجود الأتراك في قطر؟الأتراك أعضاء في ملف الناتو.. والناتو له قاعدة عسكرية هامة في تركيا.. ودول الناتو لها الحق في استخدام القواعد العسكرية التابعة للدول العضو في الناتو.. وتحت هذا البند طلب حلف الناتو من تركيا استخدام القواعد التابعة للحلف في تركيا ضد داعش... ومنها شنت الغارات على الدواعش في سوريا والعراق.. ولعل “الهوشة” المفتعلة بين السعودية وقطر هي أساسا لتوسيع مظلة الناتو إلى قطر.. وهذا أمر منطقي، فما دامت أمريكا زعيمة الناتو موجودة في قطر، فمن السهولة بمكان وجود تركيا عضو الناتو في قطر أيضا.أكثر من هذا، أمريكا موجودة عسكريا في السعودية (الظهران) وفي الإمارات وفي الكويت والبحرين، ولا يمكن ادعاء هذه الدول بأن أمريكا لا تستطيع استخدام قواعدها هناك لمصلحة الناتو!شبه واضح أن أمريكا تريد تعريب الناتو ليحل محلها في مستنقع الخليج وتنسحب أمريكا من هذا المستنقع، كما انسحبت من الفيتنام وأفغانستان، ولكن تسلم مشعل القيادة إلى تركيا لتحل محلها بتمويل خليجي، وأمريكا لا تريد إعادة السلاح المتواجد في الخليج إلى أمريكا أو أوروبا، لأن ذلك يصبح مكلفا، زيادة على أنه أصبح سلاح خردة، ولذلك قالت إنه يمكن بيعه إلى الخليج لاستخدامه في الفتك ببعضهم البعض من جهة، أو لإسناد تسييره واستعماله تقنيا من طرف الأتراك.. وفي ذلك ضمانة كافية لأن لا يستخدم هذا السلاح ضد إسرائيل.. ولهذا باركت إسرائيل هذه الصفقة على غير العادة، وأمريكا تريد الانسحاب من الشرق الأوسط وتترك أمر الأمن فيه للثلاثي المرح من غير العرب وهم تركيا وإيران وإسرائيل.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات