+ -

 مواطن بدرجة مسؤول قال لي: بعد الذي حدث في مقبرة العالية مؤخرا، من حق الرئيس بوتفليقة أن يدخل إصلاحات جذرية على فن تنظيم الجنائز والأعراس، تماما مثلما بادر الرئيس في بداية حكمه بإصلاح العدالة وفق تقرير البروفيسور يسعد وإصلاح التربية وفق تقرير البروفيسور بن زاغو.. فاليوم من الواجب أن يصلح الرئيس فن الجنائز والأعراس بما يضمن مسايرة التطورات التي حصلت، فيصدر الرئيس مثلا مرسوما يجيز فيه الضحك والرقص والغناء في الجنائز، ويجيز البكاء والندب في الأعراس!المجتمع الجزائري تطور فعلا والقوالب القديمة للأعراس والجنائز أصبحت متحجرة ولا تساير التطور وتتطلب الإصلاح الجذري، لنصل إلى حالة الجنازة الراقصة! أو العرس النائح على مصير العريس!؟ إذا واصلنا في سياسة عدم إصلاح فن الجنائز، فإننا سنصل إلى حالة من الحالات التي لن نجد فيها من يبكي في جنازة رئيس راحل عنا بمثل المستوى الذي بكى به بوتفليقة الراحل بومدين في العالية، وأبكى معه ملايين الجزائريين بخطبة الوداع التي ألقاها بوتفليقة على نعش بومدين في العالية وهو يودعه؟! هل بإمكاننا أن نجد من يقول جملة على نعش رئيس كالتي قالها بوتفليقة على نعش بومدين: “كيف ننساك يا بومدين وكل ما في البلاد ينطق باسمك.. يا من كنت غضبة الأوراسي في حيفا والجليل! أو نجد من يقول على رفات الأمير عبد القادر وهي تدفن في العالية عائدة من سوريا: “يا عبد القادر إن حسنت فيك المراثي وذكرها فقد حسنت من قبل فيك المدائح!”منذ أيام، حضرت جنازة المرحوم عبد الرزاق بارة في العالية، وعندما حضرت إلى هناك وتوجهت مباشرة إلى قبر الرئيس بومدين وقرأت عليه الفاتحة نيابة عن زملائه “السبعة رقود” معه من عظماء الجزائر، لاحظت أن العيون تلاحقني كأنني ارتكبت خطيئة، كيف اختار من بين الرؤساء السبعة النائمين هناك الرئيس بومدين وأقرأ عليه الفاتحة؟! رغم أن نيتي أن أقرأ الفاتحة على قبر بومدين نيابة عنهم جميعا! فالأعمال بالنيات؟! عندما تصبح قراءة الفاتحة على قبر فيها شبهة سياسية، وتصبح القهقهة عملا سياسيا عظيما، عندما يحدث ذلك فإن مطالب المعارضة بإحداث إصلاحات سياسية في البلاد لم تعد ذات قيمة، والمطلوب هو البدء بإصلاح الجنائز أولا؟! أين قيم “الندبات” في المآتم؟! وأين طقوس “صياح القبر” الذي تقوم به النسوة في اليوم الثاني للوفاة؟!ذات يوم أعاب علي القراء ما قلته بأنني عندما أموت أوصي بدفني واقفا ككلب بومدين وليس ممددا! واليوم أنا على يقين من أني عندما أموت سأشيّع إلى مثواي الأخير بحفل راقص لم يحصل حتى في يوم زواجي؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات