+ -

ما حدث في اجتماع الثلاثية مؤخرا مضحك أكثر مما حدث في مقبرة العالية أمام نعش المرحوم رضا مالك.1 - الثلاثية تجتمع لتأجيل عقد الثلاثية إلى وقت لاحق، لأن الحكومة أجندتها لا تسمح بعقد الثلاثية التي كانت مقررة! ألم يكن الأمر كافيا لأن تعلن الحكومة أنها أجلت الاجتماع دون الدعوة إلى عقد اجتماع لتأجيل الاجتماع؟!2 - المضحك أكثر أن الحكومة اتفقت مع الباترونا وبقايا العمال على توجيه رسالة تأييد ومساندة لرئيس الجمهورية! تصوروا هذه الصورة الكاريكاتورية للساسة في الجزائر! الرئيس يضع ثقته في الحكومة، والحكومة تصدر بيانا مع الباترونا والعمال لتأييد ومساندة الرئيس! ولسنا ندري كيف تساند الحكومة الرئيس وضد من تسانده؟! ضد المجلس الدستوري الذي عيّنه الرئيس هو الآخر مثل الحكومة ويدين بالولاء له؟ أم ضد الجيش الذي هو قائده الأعلى، أم ضد أحزاب الحكم التي تسبّح بحمد الرئيس بكرة وأصيلا؟! أم ضد الشعب الذي (انتخب) الرئيس وصادق على برنامج الرئيس؟! ثم قاطع برنامج الرئيس عندما ترشحت به أحزاب الحكم إلى النيابة!سيدهم السعيد ظهر في قصر الحكومة وهو يقرأ بيان المساندة للرئيس في حركة كاريكاتورية غاية في الإضحاك. قال إن الباترونا والعمال يؤيدون الرئيس، وبدأ بالباترونا قبل العمال، لأنه بالفعل يمثل الباترونا لدى العمال أكثر مما يمثل العمال عند الباترونا والحكومة! وكان وراءه حداد يهز رأسه! ولم ينقصه سوى أن يحضر البندير وتتحول ثلاثية التأييد والمساندة للرئيس إلى جلسة من جلسات “الكركرية” بالتهوال والشطيح!3 - أويحيى قال إنه أجّل الثلاثية لأن الحكومة ستذهب إلى البرلمان لأخذ شرعية البرنامج الحكومي من النواب؟! يا سلام! الحكومة تبحث عن الشرعية من برلمان انتخبه الشعب بنسبة 10٪! ولا تبحث عن الشرعية لدى (90٪) من المقاطعين، وتهمها شرعية الـ10٪ فقط التي يتشكل منها هذا البرلمان البائس! فالحكومة لا تحترم مضمون الشرعية وتحترم فقط الشكل الدستوري للشرعية في جانبه المتعلق بالمثول أمام البرلمان غير الشرعي!كل الناس تعرف أن الأمر لا يتعلق بتقديم برنامج للحكومة أمام البرلمان، قدر ما يتعلق بخلق فرصة لرئيس الحكومة والوزراء للخطابة أمام نواب التزوير! فهل من الجدية أن تقدم الحكومة أمام برلمان تحترمه برنامجين في ظرف شهرين؟!ستحمل الحكومة البنادر والشناشن و(تتهول) على الطريقة الكركرية وتغني برنامجها أمام النواب: يا نواب الصالحين عليكم معولين وللرئيس مأيدين.. وأنت يا مول الصراية تنقصك شوية قراية وسيّر إلى غرداية واعقد اجتماع المتحالفين! يا ديوان الصالحين!شيء يدمي القلب فعلا، الحكومة تحرص على التوازن الجهوي في عقد اجتماعات الثلاثية، مرة في عنابة وأخرى في بسكرة وثالثة في غرداية.. ولكنها لا تحرص على تحقيق التوازن الجهوي في توزيع الثروة على السراق.. بحيث كل السراق من دوار واحد أو اثنين فقط؟!كل المواطنين لاحظوا العبث في اجتماع الثلاثية الأخير، أغلب رؤساء الباترونات من دوار واحد، وعددهم أكبر من عدد الوزراء!والعمال يمثلهم شخص واحد هو أقرب إلى الباترونا منه إلى العمال. هل بهذه النماذج البشرية تصنع الحكومة السلم الاجتماعي والتنمية.. لا جواب عندي!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات